اقتصرت جلسة مجلس الوزراء المخصّصة لمناقشة خطّة الكهرباء التي أعدّها وزير الطاقة وليد فياض، أمس، على تفنيد الخطوط العريضة، وإبداء الوزراء ملاحظاتهم عليها. وفي سياق ذلك، انفجر اشتباك كلامي بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة. إذ انتقد الأول الخطّة، مسخّفاً مضمونها بالإشارة إلى أن مجلس الوزراء يواصل درس الخطط والأخذ والردّ من دون تقديم أي مشروع للرأي العام، مؤكداً أنه “قادر شخصياً، وعبر شركة خاصة، على تأمين كهرباء 24/7 خلال 18 شهراً وتحقيق أرباح”. وأضاف سائلاً: “أين هي الهيئة الناظمة جيبولي ايّاها؟”. كلام ميقاتي الشعبوي أثار حفيظة فياض، فردّ عليه بنبرة عالية، قبل أن “يطبش” رئيس الحكومة بيده على الطاولة ويطلب من فياض عدم رفع صوته.
✔غضب ميقاتي
واوضحت “الاخبار” بان ميقاتي استشاط غضباً لأنه أدرك أخيراً أنه عاجز. فقد سقطت خطّة التعافي. وسقطت أيضاً خطّة الكهرباء. ولم يعد في برنامج الحكومة التي يرأسها سوى إجراء الانتخابات. وهذه أمرها ليس بيده مبدئياً، بل تخضع لرغبة قوى خارجية على رأسها الولايات المتحدة، وتعجز القوى السياسية عن تأجيلها رغم رغبتها الجارفة بذلك. قد تجرى الانتخابات في موعدها وقد لا تجرى، لكن فكرة أن تحصل بلا أي إنجاز تجعل رئيس الحكومة يستشيط غضباً. في خطابه بعد همروجة الموازنة طلب أن “نتحمّل بعض”، لكنه هو نفسه “لا يتحمّل”.
✔مصالحة
وعلمت “الجمهورية” ان ميقاتي وفياض تصالحا بعد الجلسة على باب القاعة. وقد ابدى فياض ودّية تجاه ميقاتي الذي “واخَذَ نفسه على الكلمة”. وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” ان سبب خروج ميقاتي عن طوره هو انه اصبح محرجاً امام البنك الدولي ورئيسه ساروج كومار الذي سيلتقيه قريباً، وكان يريد ان يحمل معه شيئاً بين يديه قبل ان يتوجه الى ميونيخ الخميس المقبل في زيارة ربما يتخللها عرض ألماني لوزارة الطاقة.
✔المشروعان الروسي والصيني
ملاحظات الوزراء تركّزت على عدم زيادة التعرفة قبل زيادة ساعات التغذية. وسأل وزراء حزب الله عن وجود بديل للزيادة، واستفسر آخرون عن المشاريع المقدّمة من الروس والصينيين. ووفقاً لفياض، فإن “بديل زيادة التعرفة موجود، إلا أنه بحاجة الى وقت وبناء محطات تعمل على الطاقة الشمسية ومزارع هوائية، وهذه كلها تفاصيل مذكورة في الخطة وضمن جدول زمني معين”.
أما في ما يتعلق بالمشروعين الروسي والصيني، فهما “ممتازان، لكن الروس والصينيين بحاجة إلى ضمانات مالية أيضاً لا يمكن الدولة اللبنانية تأمينها لهما، كما يشترطان رفع التعرفة مسبقاً قبل أي اتفاق”.
كذلك طُرحت تساؤلات حول إمكانية تطبيق كل النقاط الواردة في الخطة من تحميل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين كلفة معينة مقابل الكهرباء، والتزام الوزارات بدفع مستحقاتها لمؤسّسة كهرباء لبنان، وخفض الهدر من 40% الى 26%. وفي نهاية الجلسة، تمّ الاتفاق على عقد جلسة أخرى لمتابعة النقاش في الخطة والطلب من وزير الطاقة أن يوزعها باللغة العربية، مع أخذ الملاحظات والنقاط التي جرى التداول بها في الاعتبار
✔وزراء “الثنائي الشيعي”
وذكرت “الجمهورية” بان جلسة مجلس الوزراء أمس تجاوزت “مطب” الخميس الفائت وتداعياته وطَوت الصفحة نسبياً مع ترك الرادارات مستنفرة لئلا يتكرر ما أقفل عليه في الجلسة السابقة، فعاد وزراء “الثنائي الشيعي” تحت تأثير اجتماعين لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع “الخليلين” رممّ في خلالهما بعض ما انكسر وتُرِك “للصلح مطرح” على أن لا يتكرر ما حصل، علماً ان “تلطيشة” ميقاتي في بداية الجلسة كانت “من خارج النص”.
✔1 مليون ليرة
وافادت “الاخبار” بان مليون ليرة هو معدل الفاتورة الإجمالية التي تقترح الخطّة أن تفرضها على الشريحة الأقل استهلاكاً للكهرباء مقابل 16 ساعة تغذية بالتيار الكهربائي. وبموجب هذه الفاتورة، ستتمكن هذه الأسر من استهلاك 158 كيلوات/ساعة من مؤسسة كهرباء لبنان بتعرفة تبلغ 2088 ليرة، و114 كيلوات/ساعة بتعرفة 6316 من مولدات الأحياء. بالمقارنة مع الوضع الحالي، فإن هذه الأسر تستهلك حالياً 57 كيلوات/ساعة من مؤسسة كهرباء لبنان بتعرفة 247 ليرة، و215 كيلوات/ساعة من مولدات الأحياء بتعرفة 6192، وكانت الفاتورة الإجمالية التي تسددها هذه الأسر تبلغ في المتوسط 1.3 مليون ليرة، أي أن زيادة تعرفة مؤسسة كهرباء لبنان ستقلّص الفاتورة الإجمالية بنسبة 22%.