في صحف اليوم: نصرالله توسط لباسيل لدى بري ومراد لضم مرشح الوطني الحر في البقاع الغربي على لائحتهما وواشنطن قد تلجأ لتطيير الانتخابات
وكالة ميادين المقاومة
مارس 17, 2022
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة اللبنانية
كشفت مصادر سياسية مقرّبة من قوى 8 آذار لـ “الشرق الأوسط”، أن “الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله، تدخّل شخصياً بناءً على إصرار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لدى حليفيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزير السابق حسن عبد الرحيم مراد، لإقناعهما بضم مرشّح التيار عن المقعد الماروني في دائرة البقاع الغربي – راشيا، شربل مارون، إلى لائحتهما”.
ولفتت المصادر إلى “إنهما استجابا لرغبته، مع أن التيار يتمتع بحضور متواضع في هذه الدائرة ذات الثقل السنّي”، موضحة أن “التعاون الانتخابي بين “أمل” و”التيار الوطني”، حليفي “حزب الله” اللدودين، يقتصر على دائرة البقاع الغربي بخلاف الدوائر الانتخابية التي تتسع لتحالفهما برعاية الحزب، وتحديداً في دائرتي بعبدا – المتن الجنوبي في جبل لبنان وبعلبك الهرمل”.
كما أكدت أن “تعاونهما في هاتين الدائرتين يأتي في سياق تعاون الضرورة، رغم أن باسيل كان قد غمز بطريقة غير مباشرة من قناة حركة أمل بقوله في اللقاء الذي خُصّص لتسمية مرشّحي التيار إن هناك تحالفات لا تشبهه”. وقالت إن “حزب الله” لم يوفَّق في جمع “أمل” و”التيار الوطني” في لائحة واحدة لخوضهما الانتخابات عن دائرة جزين – صيدا، وأكدت أن الحليفين اللدودين قررا الدخول في مبارزة انتخابية يغلب عليها طابع المنافسة الساخنة، وتحديداً حول التمثيل المسيحي في جزين لشغل ثلاثة مقاعد نيابية: اثنين للموارنة وواحد للكاثوليك”.
ورأت أن “العائق الذي حال دون تعاونهما الانتخابي في جزين، يكمن في أن باسيل مضطر لمراعاة النائب زياد أسود وعدم التخلّي عنه لمصلحة النائب السابق أمل أبو زيد، كشرط من أمل لتحالفه مع عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب إبراهيم عازار، على أن يكون المرشح الثالث على اللائحة النائب سليم الخوري المنتمي إلى “التيار الوطني”، وقالت إن استغناءه عن أسود سيُرتّب عليه مواجهة مشكلة، لما يتمتع به من حضور فاعل في جزين يفوق حضور زميله أبو زيد”.
✔القوات تعاني شمالا
المساعي الحثيثة التي يقودها رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة لملء الفراغ السني الذي خلّفه قرار رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري العزوف عن خوض الاستحقاق النيابي، تتركّز بشكل أساسي في منطقة الشمال التي تعوّل عليها السعودية، الغائبة ظاهراً والحاضرة خلف الكواليس، بحسب مصادر مطلعة لـ “الأخبار”، لتحقيق تغيير سياسي تنشده المملكة. وهي، في هذا السياق، تعتمد بشكل أساسي أيضاً على حزب “القوات اللبنانية”، ما شجّع معراب على ترشيح مستشار سمير جعجع، إيلي خوري، في الشمال الثانية، إضافة إلى وسام منصور في الشمال الأولى، وفادي كرم وستريدا جعجع وجوزف إسحق في الشمال الثالثة.
غير أن الحزب الذي سارع رئيسه فور إعلان الحريري قراره تعليق عمله السياسي إلى الجهر بنيته العمل على وراثة جمهوره، يكافح من أجل تثبيت مرشحيه بسبب الرفض السني الواسع للتعاون الانتخابي مع ما بات يُعرف شمالاً بـ”الغدّار”.
✔رسالة “حزب الله” الانتخابية إلى المجتمع الدولي
أكدت صحيفة “الأخبار” أن “حزب الله” لا يدخل الانتخابات داخلياً فقط، بل إنه يوجه رسالة واضحة الى المجتمع الدولي والعربي. إذ يجمع سياسيون معارضون على أن مرحلة ما بعد الانتخابات هي الأهم والأصعب على جميع القوى السياسية. لذا استبق الحزب موعدها بتأكيد دوره وحضوره مهما تكن نتائجها، ولو أنه يدخلها محصّناً بوضعيّة تعطيه تقدماً على معارضيه، في تأمين القاعدة الشعبية الواسعة. وإذا نجح في ما رسمه الى الآن من جمع حلفائه وتحصين حصصهم وزيادتها، يكون قد وجّه رسالة واضحة الى المجتمع الدولي بأن شرعيته وشرعية حلفائه تجددت لأربع سنوات جديدة. فكيف إذا استطاع تحقيق خرق في صفوف خصومه، كما قد يحصل في البيئة السنّية، بعد انفراط عقد تيار المستقبل والتجاذبات الحاصلة في الشارع السني.
كان لافتاً منذ أسابيع، بالنسبة الى سياسيين، كيفية مقاربة “حزب الله” الأخيرة لكل ما جرى من تطورات في المنطقة، من سوريا الى أربيل وحرب روسيا على أوكرنيا. ولم يكن أحد ليشكّ بأن الانتخابات يمكن أن تشغله الى هذا الحد، في وقت لا تزال فيه احتمالات التأجيل عالية. لكن الحزب الذي فتح أقنية مع باريس بوصفها راعية مبادرات سياسية واقتصادية، يستعد لاحتمالات تتراوح بين استتباب الوضع أوروبياً ومخاطر توسع الحرب، وبين نسف الاتفاق النووي وإبرامه، لكنه في كل الحالات، يضع نصب عينيه أن الانتخابات محطة يجب أن تكون نتائجها على قدر كل التحدّيات التي خاضها حتى الآن في تأكيد مرجعيته أمام المجتمع الدولي، فلا يقدر على تخطّيه. فتصبح ورقة في يديه قبل الاستحقاق الرئاسي وبعده.
✔هل تلغي واشنطن الانتخابات؟
ما بعد أوكرانيا مياه كثيرة جرت في النهر. جُمِّدت التفاهمات الكبرى، وخصوصاً في ملفين أساسيين ومترابطين يمكن لواشنطن بسببهما التكيّف مع فشلها في ضرب الشرعية التمثيلية لحزب الله وحلفائه: ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة والاتفاق النووي.
في الملف الأول، جاء الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بعرض ليس أفضل الممكن، وفق مصادر مطلعة لـ “الأخبار”، وإن كان قابلاً للنقاش ويمكن تحسينه. ولكن، ليس تفصيلاً، في هذا السياق، موقف ثنائي حزب الله وحركة أمل من رفض التمثّل في لجنة طُرحت للبحث فيه.
وفي الملف الثاني، دخلت المطالب الروسية على خط الاتفاق النووي، ما أدى إلى إرجاء توقيعه. بدا الأمر بداية كأنه محاولة من موسكو لوضع العصيّ في دواليب الحلّ، قبل أن يظهر التناغم أول من أمس في لقاء لافروف ــــ عبد اللهيان، وإعلان روسيا حصولها على ضمانات أميركية بألّا تؤثر العقوبات المستجدّة على تعاونها مع طهران. رغم ذلك، ليس واضحاً بعد ما إذا كان هذا كافياً لدفع عجلة المفاوضات وإعلان الحل النهائي قريباً.
واوضحت “الاخبار” انه “في المبدأ، يُفترض أن تدفع الحرب في أوكرانيا الأميركيين إلى التسريع في ملف ترسيم الحدود لتسريع استخراج النفط والغاز من الحوض الشرقي بما يعوّض جزءاً من الغاز الروسي. لكن هؤلاء يدركون أن الروسي، الموجود بقواعده العسكرية على ساحل المتوسط، شريك حتمي في أي حل، كما هو شريك حكمي في البلوكات اللبنانية المحاذية للحدود السورية.
الى ذلك، تبدو التفاهمات الكبرى مؤجّلة، والملفان الأهم بالنسبة إلى واشنطن، النووي والترسيم، مجمّدان إلى حين. قد يرضخ الأميركي لـ”اجتياح” حزب الله وحلفائه المجلس النيابي إذا ما كان ضامناً لتسوية في الإقليم، ولأخرى على الحدود. لكن يصعب تخيّل أن يقبل بعد ثورة وحصار خانق، أن يعطي خصومه فرصة تجديد شرعيتهم الشعبية والتمثيلية من دون مقابل.
لذلك، ربما لا يجد ضيراً في إرجاء الانتخابات في انتظار اتضاح المشهد الدولي، وتمديد الحال الراهنة بإبقاء البلد ساحة ضغط على المقاومة وجمهورها وحلفائها بذريعة حماية الفساد والفاسدين. أما كيف؟ فلن يعدم الأميركيون إيجاد الذريعة. ثمة وديعة على رأس المصرف المركزي قادرة، بالتعاميم وحجب الاعتمادات، على رفع درجة الاحتقان الاجتماعي والاحتجاج الشعبي بما يسمح بتعطيل أي استحقاق في انتظار تفعيل التفاهمات الكبرى.
مرتبط