تقول الوثيقة أن قناة الجزيرة أعيدت هيكلتها هي الأخرى (استبدل مديرها الفلسطيني وضاح خنفر بشخص من آل ثاني) وجرت مساندتها بقناة تركية ناطقة باللغة العربية ، وقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنكليزية ، وأن التغيير الديمقراطي بات الطريق الحتمي لتجديد المشروع الأميركي في المنطقة ، وضمان مصالح واشنطن العليا، وأن زوال الكثير من الأصدقاء من مواقع الحكم يبدو تضحية ضرورية بعدما أستهلكوا القدرة على البقاء (مثالا على ذلك مبارك وزين العابدين بن علي) ، وأن مثل هذه التضحية التي تفزع البعض في البداية ستبدو كبداية سعيدة لنهاية سعيدة إذا تدحرجت كرة التغيير لتطال خصوما شرسين لا يمكن التعاون معهم .
الوثيقة لا تتحدث عن ثورة في مصر ولا ثورة في تونس ولا إضطرابات في سوريا ، لكنها تقول إن مثال الإسلام التركي أثبت صلاحيته للتعميم إذا ضمن قيادة تنظيم الأخوان المسلمين تحت رايته ، وأن حرية الإعلام التي تبنتها قطر نجحت في غزو الشارع العربي وباتت سلاحا فعالا لايجوز إغفال أهميته ، وتختم بأن التحفظ والقلق لدى الإسرائيليين من التغيير ومن مواقف تركيا وقطر ، هو تحفظ وقلق مفيدين لما يوفرانه من مصداقية شعبية للموقفين التركي والقطري ، لكن في نهاية الطريق ستكون “إسرائيل” المستفيد الأول ، لأن شرعية كامب ديفيد من نظام ديمقراطي (اسلامي) أقوى بكثير من شرعية نظام متهالك ، ولأن “إسرائيل” تستطيع أن تضمن فك علاقة سوريا بالمقاومات اللبنانية والفلسطينية إذا نجح التفاهم المثلث التركي القطري الأخواني ، وهذا بذاته بوليصة تأمين تاريخية لأمن “إسرائيل”.
لا تعليق ، ولا علاقة لهذا بما يجري في سوريا بنظر البعض ، طالما أن المشهد تصنعه قناة الجزيرة ، دماء وإصلاح وشهود عيان ، الرحمة للذين يسقطون ، والرئيس باراك اوباما يقول بلسانة متحدثة رسمية ما قالته “إسرائيل” قبل يومين ، سوريا ستستقر إذا قطعت علاقتها بقوى المقاومة.
-{يـتـبـع}-
-{يـتـبـع}-