أميركا تهدد وإيران تتحدث عن خيارات مفتوحة.. ماذا بعد جولة مباحثات فيينا؟
وكالة ميادين المقاومة
ديسمبر 4, 2021
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية
مع نهاية الجولة السابعة من محادثات فيينا أمس، تتباين ردود فعل الأطراف الدولية التي شاركت فيها في رؤيتها لمستقبل هذه المحادثات
انتهت، أمس الجمعة، الجولة السابعة من المفاوضات النووية في ڤيينا بين إيران والدول الغربية، وسط تصريحاتٍ متناقضةٍ من الأطراف المشاركة فيها بشأن نتائجها.
ممثلو روسيا والصين والاتحاد الأوروبي وصفونها بـ”الإيجابية”، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقول من الإمارات إنها “غير ناجحة”.
وفي المقابل، عادت لغة التهديد الأميركية، إذ حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، من أن “الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتأجيل المفاوضات مع الاستمرار في تعزيز برنامجها النووي”، وأضاف أن “واشنطن ستتبع خيارات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية”، مُرجِعاً سبب عدم توصّل الجولة الأخيرة إلى نتائج إلى أن “إيران لا تبدو جادة”.
واليوم، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن “مقترحات إيران تمثل تراجعاً عن كل الحلول الوسط التي قدمت في الجولات الست السابقة من المحادثات النووية”، موضحاً أن “أميركا لا يمكنها أن تقبل وضعاً تواصل فيه إيران تسريع برنامجها النووي بينما تتلكأ في المفاوضات”.
فما الذي حدث فعلاً في جولة المفاوضات الأخيرة؟ وإلى أين تتجه الأمور في هذا الملف الحيوي ذو الحساسية الإقليمية والدولية؟
الخبير الإيراني في مركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، عباس أصلاني، أشار في حديث للميادين، إلى أن “الوفد الإيراني تبنّى مقاربةً جديدةً”، مضيفاً “يبدو أن لدى الحكومة الإيرانية مقاربة جديدة للعقوبات التي يجب رفعها”.
وأوضح أصلاني أن “محتوى المسودات الإيرانية الُمقَدَّمة يرتبط برفع العقوبات، وموضوع الضمانات المطلوبة”، لافتاً إلى أنه “بين المسودات التي قدمتها إيران شرحٌ تفصيليٌّ في آلية رفع العقوبات بطريقةٍ شفّافةٍ”.
وأثنى الخبير الإيراني على وفد بلاده المفاوض، حيث قال “نحن أمام وفدٍ إيرانيٍّ بمستوىً عالٍ في فيينا”.
وعلّق اصلاني على السلوك الأميركي، قائلاً “يبدو أن واشنطن لا ترغب بإعطاء إيران أيَّ ضماناتٍ للالتزام بالاتفاق النووي”، مؤكِّداً أن “إيران تريد رفع العقوبات بشكلٍ شاملٍ، وهي تصرُّ على هذه النقطة”.
وفي تعليقٍ على التصريحات الإيرانية، بيّن أصلاني أن “إيران تقول إنه في حال فشلت المفاوضات فإنَّ لديها خياراتٌ أخرى”.
أما في المجال الاقتصادي، قال الخبير الإيراني إنه “منذ وصول الحكومة الجديدة زادت طهران كمية تصديرها للنفط”، وأردف أن “سياسة العقوبات القصوى ضد إيران مازالت قائمةً”، وأنَّ “الحكومة الإيرانية تعتقد أن العقوبات الأميركية خسرت فعاليتها”.
من جهته، قال مستشار الشؤون الدفاعية في مركز “التقدم” الأميركي لورانس كورب للميادين إن “واشنطن ترى أنَّ إيران طلبت ضماناتٍ صعبةً”.
وأشار كورب إلى أنه “لا يمكن لواشنطن مثلاً أن تضمن ألّا يقرر الرئيس (الأميركي) المقبل الخروج من الاتفاق”.
ورأى كورب أن “إيران قريبةٌ من الوصول إلى قدراتٍ نوويةٍ”، متسائلاً: “هل ستسمح بالعودة إلى تفتيش المفاعلات النووية؟”.
وتابع المستشار الأميركي أنه “علينا التركيز مع إيران على الملف النووي في الوقت الحالي، وليس نقاشُ ملفاتٍ أخرى”، منوِّهاً إلى أنه “تعاونّا مع إيران في مواجهة القاعدة، لكنَّنا وضعناها ضمن محور الشر وعلينا تغيير ذلك”.
وأوضح كورب أن “سياسة العقوبات القصوى لم تنجح في تغيير سلوك طهران”، مشيراً إلى أن “الشعب الإيراني دفع ثمناً باهظاً نتيجةَ العقوبات”.
وختم حديثه بالقول إن “إيران تقوم ببيع الكثير من النفط للصين، وهذا يساعد طهران وبكين معاً”.
بدوره، الكاتب والباحث في معهد “الدراسات المستقبلية” السيد شبل أشار للميادين إلى أنَّ “الدور الإسرائيلي تحريضي ضد إيران”، موضحاً أن “إسرائيل تريد أن ينتهي التفاوض مع إيران بتحجيم دورها في المنطقة”.
وأضاف شبل أن “الأيام المقبلة ستحمل مفاجآتٍ إيجابيةً فيما خصَّ المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني”، مؤكِّداً أن “إيران لا تمثّل نفسها في المفاوضات، بل تمثّل محوراً بكامله هو محور المقاومة”.
مرتبط