بناء على ما اتفق عليه مع الاخوان المسلمين، أصبح التغيير الديمقراطي الطريق الحتمي لتجديد المشروع الأميركي في المنطقة، و ضمان مصالح واشنطن العليا و في جوهرها مصلحة الكيان الصهيوني. و أن زوال الكثير من الأصدقاء من مواقع الحكم يبدو تضحية ضرورية بعدما استهلكوا القدرة على البقاء. و لذلك تخلّت أمريكا عن زين العابدين بن علي في تونس، و حسني مبارك في مصر.
لم يشارك الأخوان المسلمين في الانتفاضات الشعبية التي اطلقت في تونس و مصر و المغرب، بل كانوا يتربّصون الوقت المناسب لقطف نتائجها و تطويعها لمصلحة مشروعهم مع الامريكي. و قد بدأتها في تونس بعدما أصبح هروب بن علي واقعاً لا محالة، فدخل الأخوان بكل قوة و هم يتمتعون بقوة تنظيمية هائلة، بزعامة الرجل الإخواني البارز راشد الغنوشي (قضى سنوات طويلة مقيماً في لندن).
كان راشد الغنوشي الأكثر وضوحاً بين زعماء الاخوان المسلمين، فقد صرّح لمجلة “ويكلي ستاندارد” الأميركية بأن الدستور التونسي الجديد لن يتضمن “أية مواد تدين الكيان الصهيوني” و أن الوثيقة التي وقّعتها عدة أحزاب و جمعيات و شخصيات سياسية و مدنية و حقوقية في مجلس حماية الثورة، قبل انتخاب المجلس الوطني التأسيسي، و التي تجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني، هي وثيقة لا معنى لها؟. و كان قد سبق ذلك تصريحه عام 2017 الإذاع الذي أدلى به لغيديون كيتس، مراسل “صوت اسرائيل” بمناسبة تواجده في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا. و في عام 2013 استضافه “معهد واشنطن” للدراسات، و هو واحد من أهم المؤسسات السياسية و البحثية المؤيدة للكيان الصهيوني. و تضمنت محاضرته رؤيته للعلاقة مع الكيان الصهيوني و للقضية الفلسطينية.
-{يـتـبـع}-
-{يـتـبـع}-