هـل يـجـمـع حـزب الله الـحـلـفـاء فـي لـوائـح مـوحـدة؟
وكالة ميادين المقاومة
فبراير 23, 2022
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة اللبنانية
مع اقترابنا من استحقاق أيار الانتخابي، والذي لا يزال ثابتاً في موعده إن لم يطرأ أي عامل مفاجئ يعرقل المسار بشكل دراماتيكي.
يضغط حزب الله “مايسترو” الايقاع داخل فريق 8 آذار سابقاً للفوز من جديد بأكثرية نيابية تعطيه أربع سنوات جديدة من الحكم مع حلفائه.
ويُثبت فيها أنه الأقوى على الساحة ولا يوجد قوى فاعلة يمكنها إزاحته او التأثير في قاعدته الشعبية.
يولي الحزب أهمية كبيرة لهذا الاستحقاق، تُضاهي أهمية المُسيّرات والصواريخ التي يمتلكها ويُطوّرها ويُخرجها متى اقتضى الامر لتوجيه رسائله.
وبالتالي فإن أي خطوة ناقصة تُجرّده من سلاحه البرلماني يمكنها أن تؤثر على منظومته الدفاعية، أكانت العسكرية أم السياسية.
وعليه فإن الواقع الذي أنتجه 17 تشرين يُحتّم على قيادة الحزب العمل لاقتناص الفرصة الذهبية اليوم والحصول على أكثر من ثلثي المجلس.
في حسابات الحزب يمكن الحصول على 74 نائباً ان سارت الامور وفق ما هو مخطط له، وكلام نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قبل أسابيع عن الفوز بثلثي مجلس النواب وربما أكثر، يعود الى الخطة التي وضعتها القيادة في حارة حريك ومقسَّمة الى مراحل وتستهدف:
– أولاً، فريق الحلفاء، من خلال الضغط على القوى الحزبية في الدوائر، والتي تؤيد خط المقاومة على التحالف فيما بينها أو توزيع أصواتها وفق لوائح يتم تركيبها لتأمين الحاصل الانتخابي.
وهنا يسعى الحزب ويضغط بشكل كبير لجمع التيار الوطني الحر وحركة أمل في المناطق التي يتواجد فيها الطرفان، مع ضرورة تقديم التنازلات المتبادلة وفق ما تقتضيه المصلحة الانتخابية في غالبية الدوائر.
كما يضغط الحزب على القوى السياسية التي تأتي بالدرجة الثانية كالقومي والبعث والناصريين وما يُطلق عليهم القوى الوطنية.
حيث يريد حزب الله أن يكون اللعب “نظيفاً” وان لا يتكبد المحور خسارة في أي منطقة نتيجة حسابات ضيقة لتلك القوى.
من هنا يضغط الحزب على القومي لتوحيد صفوفه في الانتخابات، لا سيما في عكار والشمال الثالثة، لأن انقسام الصوت القومي قد يُضر بالتيار الوطني الحر ورئيسه في المنطقتين.
في حين يسعى الحزب الى تأمين المقعد الشيعي في جبيل ليكون من حصة الحلفاء “التيار أو فريد الخازن”، والسعي الى كسب المقعد الخامس في كسروان والذي لم يُحسم بعد.
الحزب الذي فشل بجمع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، نجح في الفترة الاخيرة بتنظيم الخلاف بين الرجلين وادارته بشكل لا يتعارض مع الاستحقاق الانتخابي.
وتشير أوساط في الحزب الى أن هناك تقدماً كبيراً لناحية التنسيق غير المباشر في عدد من الدوائر منعاً لتسلّل الخصوم الى ارض المعركة وخطف مقاعد “محور الممانعة” لحسابات ضيقة بين الحلفاء.
ويلعب الرئيس نبيه بري دوراً بارزاً، لا سيما مع تيار المردة لتقسيم الاصوات وفق حاجة الحلفاء ومنعاً لأي تأثير سلبي يُضر بالهدف الاساس وهو نيل الاكثرية النيابية.
– ثانياً، فريق الخصوم، يُقَسِّم حزب الله هذا الفريق الى قسمين.
الاول هو قسم الاحزاب المعارضة “القوات، المستقبل، الاشتراكي والكتائب”، والقسم الثاني الاحزاب والقوى المنبثقة عن ثورة 17 تشرين.
في الاول يعلم الحزب أن هناك قراراً كبيراً من قبل تلك الاحزاب بإسقاط الاكثرية النيابية التي فاز بها الحزب عام 2018.
ويراهن هذا القسم على اصوات المغتربين لتغيير المعادلة في الدوائر وعبر إطلاق حملة واسعة ضد سلاح الحزب وتحميله مسؤولية ما وصلنا اليه نتيجة الحصار الدولي المفروض على لبنان بعد أن دخل الحزب ساحات الحرب الاقليمية وهدد أمن واستقرار دول الخليج.
برأي الحزب، فإن هذا القسم لن يُشكل خطراً كبيراً عليه، طالما أن قواعده مشتتة ولا توافق واضحاً على العناوين فيما بينها.
وتعتبر الاوساط ان خوض هذا الحلف الانتخابات بانقسام كبير داخل صفوفه يعزز قوة “محور المقاومة” ويرفع فرص الفوز بالاكثرية، وهذا الامر يظهر بشكل واضح بين حزبي القوات والكتائب، او المستقبل والقوات.
في حين ينأى الاشتراكي بنفسه ويبدي كل طرف حذره من الورقة الجنبلاطية التي لا تزال في جيب زعيم المختارة وليد جنبلاط.
أما القسم الثاني، والمتعلق بقوى واحزاب 17 تشرين، فترى أوساط حزب الله أن هذه القوى لا زالت فتية وعودها طري ولم تنجح حتى الساعة بمحاكاة الازمة اللبنانية، بل هي تريد حصتها من المنظومة السياسية.
في المقابل تتهم قوى معارضة حزب الله بالعمل على افشال الحراك عبر الانخراط بمجموعات موالية له، وتعيين مسؤولين في المجموعات هدفها ايداع تقارير لدى قيادة الحزب لكشف كل ما يخطط له من قبل هذه المجموعات.
يؤسس الحزب للمرحلة المقبلة، ويقود حركة اتصالات مع الكتل السياسية الحليفة لمواجهة الاستحقاق الانتخابي ومحاكاة المرحلة المقبلة وتوجهاتها بأوراق قوة على الساحة اللبنانية.
مرتبط