بفارق ساعات قليلة يستبق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، برفعه «الدوز المسيحي» في خطابه ليكمل ما بدأه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ ايام.
وتؤكد اوساط بارزة في «التيار الوطني الحر» أن بعبدا و «التيار» منزعجان من السلبية، التي قوبل بها كلام الرئيس عون، لا سيما اليد الممدودة للحوار وملاقاة الآخر والدعوة الى عقد مجلس الوزراء والنقاش العميق في الازمة الاقتصادية، وكذلك المطالبة بالحوار حول اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، لا سيما ان هناك اصحاب نوايا وافكار سيئة وسوداء وكل همهم تشويه صورة العهد وانتقاده ومحاصرته سياسياً واعلامياً.
وتشدد على ان كل من لديه اي اعتراض او افكار او تصورات جديدة وتنسجم مع الميثاق والدستور والطائف، يمكنه عرضها ومناقشتها على طاولة الحوار، والرئيس عون هو حامي الدستور والميثاق، وطاولة الحوار هي المكان الانسب لطرح اي افكار ومناقشتها، وليس بالسجالات او بالمنابر الاعلامية للشتائم وتوجيه الاتهامات.
وتؤكد الاوساط نفسها ان إطلالة الوزير باسيل ستنطلق من هذه الروحية، وسيكمل ما بدأه في إطلالته الاسبوع الماضي، وسيجدد تأكيده ان تعطيل الحكومة والحوار امر غير مقبول. وسيدعو «الثنائي الشيعي» مجدداً الى «فك الحصار» عن الحكومة، وبفصل المسار القضائي عن عمل واجتماعات مجلس الوزراء. كما سيؤكد ان الحوار مستمر مع حزب الله حول تطوير ورقة التفاهم وان هناك اجتماع قريب للجنة المشتركة.
من جهته يطل السيد نصرالله في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائدين قاسم سليماني وابي مهدي المهندس ورفاقهما. وتؤكد اوساط بارزة في محور المقاومة ان السيد نصرالله لن يخوض في ملف العلاقة مع «التيار الوطني الحر»، وما يجري داخلياً من لقاءات واجتماعات بين الطرفين، وكل ما يريد الطرفان ان يتحدثان فيه سيكون في الغرف المغلقة بما يخدم العلاقة الطبية بين الطرفين والمصلحة المشتركة سياسياً ووطنياً.
كما سيركز السيد نصرالله على ملف الحوار، تضيف الاوساط، مبدياً الترحيب بالدعوة والجهوزية لحضور حزب الله طاولة الحوار متى حدد الرئيس عون موعداً لها،كما سيجدد الدعوة الى حل قضية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وسيتابع ملف احداث مجزرة الطيونة والتي «نامت نومة اهل الكهف» في ادراج الاستئناف. وسيتطرق السيد نصرالله الى ملف اليمن والاتهامات السعودية الباطلة ضد حزب الله، بالاضافة الى الاحداث في فلسطين والعمليات المتصاعدة للمقاومة على اختلاف اشكالها.
من جهة ثانية تؤكد الاوساط ان رغم ترحيل العام 2021 ازماته الى العام 2022، الا ان التوجه لدى تحالف «حركة امل» وحزب الله، هو للحوار والتهدئة وملاقاة الآخرين، وعدم الانجرار الى سجالات شعبوية وسياسية واعلامية، وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لشد العصب واستنفار الحساسيات والعصبيات المذهبية والطائفية والمناطقية لاهداف انتخابية وسياسية رخيصة.
وتشير الاوساط الى ان الهمّ الاساسي هو في كيفية تحصين الوضع الاقتصادي والاجتماعي وايجاد الحلول لمنع التفجير في الشارع والتهدئة قدر المستطاع حتى الانتخابات النيابية، لاجرائها في ظروف مقبولة وهادئة ولتفويت الفرصة على من يريد تطييرها، واتهام كل من حزب الله وحلفائه والعهد والتيار الوطني الحر بذلك.
✍️عـلـي ضـاحـي.