أخبار عاجلة

لماذا كل هذا التصويب على الرئيس عون والتيار الوطني الحر؟

منذ فترة ليست بقصيرة نشاهد ونسمع “جوقة” كبيرة من الاعلاميين والسياسيين وحملات متواصلة على وسائل التواصل الاجتماعي هدفها الاول والاخير التصويب على رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، في محاولات متواصلة لتشويه صورهم من بوابة انهم حلفاء للمقاومة وحزب الله.

من يسمع كل هذه الحملات يعتقد ان التيار الوطني الحر هو سبب الأزمات في لبنان وان الرئيس عون هو من تسبب بكل مشاكل لبنان المتراكمة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وبعض الاصوات الاعلامية والتحليلات السياسية تريد تحميل جبران باسيل وزر كل ما جرى ويجري في لبنان وإعطاء باقي السياسيين والمنظومة الاقتصادية الاعلامية المصرفية التابعة لهم “صك براءة” من كل فعلته خلال السنوات الماضية.

وهنا تطرح التساؤلات البديهية لماذا كل هذه الهجمة الشرسة على التيار الحر وباسيل وعلى الرئيس عون؟ هل الهدف هو الانتخابات النيابية فقط ام ان الامر يتعلق بضرب صورة التيار لدى اللبنانيين عامة وفي الساحة المسيحية خاصة؟

الواضح ان الرئيس عون والنائب باسيل ومختلف قيادات التيار الوطني يتحملون منذ سنوات الضغوط الداخلية والخارجية التي وصلت لحد فرض عقوبات أميركية على شخص جبران باسيل، واتهامه بعدد من الملفات المتعلقة بالفساد، لكن الجميع يعرف ان القرار هو سياسي بالدرجة الأولى، وان التحالف مع حزب الله هو سبب أساسي في كثير من هذه الضغوط التي تشتد اليوم مع بدء العد التنازلي لإجراء الانتخابات النيابية في آذار المقبل، ومع اختراع السعودية للأزمة الاخيرة مع لبنان بزعمها ان حزب الله يبسط سيطرته في البلد.

فالهجمة على التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية تندرج في هذا السياق، (بالاضافة الى حملة داخلية تهدف لإفشال عهد الرئيس عون وكل محاولات الاصلاح ومحاربة الفساد في العديد من القطاعات)، وهذه الهجمة لن تتوقف بل ستزداد مع مرور الوقت حتى ما بعد الانتخابات النيابية في محاولة لتخسير التيار بعض المقاعد في بعض الدوائر، خاصة ان الرئيس عون ومن خلفه التيار يؤكد يوما بعد يوم ثباته في التحالف مع المقاومة وعدم تركها في أي وقت لا سيما في الأوقات الحرجة والدقيقة التي تحتاج الى وعي وطني وحكمة عالية، على الرغم من ان التيار وطني في العديد من الملفات الداخلية أظهر مواقف متباينة عن حزب الله او حلفائه، ما يؤكد ان العلاقة بين الطرفين هي علاقة طبيعية وعادية ولا يذوب أي طرف بالآخر، إلا ان ما يريده الفريق الاميركي السعودي من التيار هو تخليه عن المقاومة في بعدها الاستراتيجي المتعلق بدورها الحامي للبنان والرادع للعدو الاسرائيلي.

وانطلاقا من ذلك فإن الفريق الذي يشن الهجمات على الرئيس عون والتيار الوطني الحر والنائب باسيل، كنا سنراه من المهللين لهم لو تخلوا عن سلاح المقاومة بما يعنيه في المواجهة مع العدو الاسرائيلي وردعه وتهديد أمن الكيان الصهيوني، من هنا نفهم الخلفيات الحقيقية لمن يخوض معركة تشويه صورة أبناء الوطن الواحد خدمة للاميركي والسعودي، وربما ان البعض يخوض هذه المعركة عن غير فهم ان ذلك يخدم العدو الاسرائيلي ويضر بمصلحة لبنان، بينما هناك من يدرك حقيقة ما يجري ويصر على المواصلة بنفس الأداء والتمسك بذات الخطاب.

كل ذلك يوجب على الجميع التنبه لكل المواقف التي يطلقونها وما يمارسونه في الداخل اللبناني لما يشكله ذلك من خدمة للمشروع الاميركي السعودي في لبنان وأحيانا خدمة مجانية للعدو الاسرائيلي، وإن كان هناك من سيخرج للقول ان هذا الكلام يندرج في إطار “نظرية المؤامرة” وانه رفع للسقف لمنع انتقاد بعض الاطراف في لبنان، إلا ان التمعن بما يحصل وكيفية إدارة الحملات الاعلامية ومَن يقودها وضد مَن يتم توجيها يمكن فهم حقيقة ما يجري في ظل هذه الفوضى العارمة التي تحصل في لبنان والمنطقة.

عن وكالة ميادين المقاومة

شاهد أيضاً

المكتب الاعلامي لحسان دياب: إذا كان حاكم مصرف لبنان يحاول الحصول على براءة ذمة من مسؤولية الانهيار فإنّ هذه الشهادة لن يحصل عليها من تزوير الحقائق والوقائع!

صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الدكتور حسان دياب البيان التالي: ” آلينا على أنفسنا، عدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *