إحدى الوثائق الأميركية المنشورة في مركز دراسات الشرق الأدنى في جامعة بروكنغز تتحدث عن سلسلة إجتماعات شهدتها أنقرة عام 2008 للبحث في مستقبل مصر ما بعد حسني مبارك ، وتشير الوثيقة إلى شراكة قيادة التنظيم العالمي للأخوان المسلمين في هذه المشاورات التي تواصلت لأكثر من ثلاثة شهور ، وأعيد إستئنافها في واشنطن في خريف العام 2010 ، وتقول الوثيقة أن المشاورات التي أقترح الأتراك إضافة حكومة دولة قطر إلى تفاصيلها كشريك عربي ضروري لضمان نجاح أهدافها ، تمخضت عن تولي الحكومة التركية مرحلة إعادة هيكلة وتنظيم وتكوين جماعة الأخوان بما يجعلها جزءا من مشروع سياسي يتناسب أمنيا وفكريا مع التصور التركي للإسلام السياسي ، كإطار مدني تعددي متصالح مع مفهوم العلمانية من جهة ، وقادر على تقبل التعايش مع وجود إسرائيل والمصالح الغربية بعيدا عن مفاهيم الجهاد والمقاومة ، من جهة أخرى ، على الطريقة القطرية ، مقابل تعهد القيادة العليا للأخوان بالقبول بعدم المساس بإتفاقيات كامب ديفيد ، بعد رحيل حسني مبارك من الحكم في مصر ، تحت شعار فقهي وضعه الشيخ يوسف القرضاوي عنوانه “الإلتزام بالعهود وما وقعه السلف” .
الوثيقة تقول أن التفاهم أفضى إلى التوصل لخطة متعددة الجوانب ، على رأسها ضمان إنتقال سلس للسلطة في مصر بتعاون الجيش مع الأخوان هناك ، وقد أستقدم لهذا الغرض ضباط مصريون لحضور بعض الإجتماعات تطرقت لتفاصيل آليات التنسيق والتعاون بين الجيش والأخوان ، كما تقول أن مهلة إعادة التكوين التي تعهدتها تركيا وأستغرقت سنتين تضمنت إنشاء مدرسة كوادر وإعداد حزبي في أنقرة لمدة سنتين ، شهدت تخريج ألف جامعي ورجل دين لتسلم مواقع فاعلة في المشهد السياسي الجديد ، ينتمون إلى كل من العراق ومصر وسوريا والأردن ، إضافة لليمن وتونس والسودان وليبيا ، وهي الدول التي تضمنت طلبا أميركيا صريحا بأن تشملها ساحات التعاون …
-{يـتـبـع}-
-{يـتـبـع}-