التعليم في غزة مستمر رغم الدمار
وكالة ميادين المقاومة
8 ساعات مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, مقالات مختارة, منوّعات
تواصل مدارس غزة استقبال الطلاب وسط دمار واسع للبُنية التعليمية، حيث يجلس مئات الطلاب على الأرض فوق سجادات الصلاة في صفوف مكتظة تتجاوز 36 طالبًا، بلا مقاعد، بلا سبورات، وبدون أدوات تعليمية أساسية.

239 مدرسة حكومية تعرضت للتدمير منذ 7 أكتوبر 2023
تواصل مدارس غزة استقبال الطلاب وسط دمار واسع للبنية التعليمية، حيث يجلس مئات الطلاب على الأرض فوق سجادات الصلاة في صفوف مكتظة تتجاوز 36 طالبًا، بلا مقاعد، بلا سبورات، وبدون أدوات تعليمية أساسية.
وقال مدرس التاريخ للثانوية العامة، في خانيونس، إسماعيل النمروطي، لـ«الأخبار» إن «الطلبة بلا استثناء لديهم فاقد تعليمي كبير، وأحاول تعويضهم بما أستطيع. أبدأ الحصة بشرح سريع وأستغل آخر خمس دقائق لمراجعة المعلومات وتثبيتها».
وأضاف النمروطي أن «الوضع داخل الصف لا يشي بأن هناك تعليمًا، لكن هناك إصرار. لا سبورة حقيقية، لا أقلام، لا طاولات ولا مقاعد، ولا حتى كتاب. أشرح مادتي التاريخية بينما أحاول أن أغرس الأمل في وجوه الطلاب الذين خسروا منازلهم ومدارسهم وأجزاء من طفولتهم».
وفي حديث لـ«الأخبار»، يصف الدكتور محمود الأسطل، مدير مدرسة ياسر النمروطي الثانوية للبنين في خانيونس، المشهد التعليمي، قائلاً: «الواقع صعب للغاية. المدرسة أعيد ترميمها جزئيًا بعد أن دمّر الاحتلال أكثر من نصف المدارس في قطاع غزة. السبورات قد تتوفر أحيانًا».
وأشار الأسطل إلى أن «السبورات قد تتوفر أحيانًا، لكن الطباشير نادر، الورق شحيح، والمقاعد معدومة، ما يجعل الطلاب يجلسون على الأرض فوق سجادات الصلاة الخاصة بهم».
وتقول أم محمد، إحدى الأمهات، ـلـ«الأخبار»، إننا «حاولنا تنظيم جدول يومي في البيت، لكن الخوف والضغط النفسي أكبر من أي روتين». وتضيف سمر أبو حبل، طالبة فقدت والديها في الحرب، أن «الدراسة شبه معدومة، لا دعم، لا مساحة آمنة للتركيز».
أما سارة، التي أنهت الثانوية العامة بمعدل 98% في الفرع العلمي، فتبرز إرادة الطلاب، قائلة: «كتبت على الكرتون وأكياس الطحين، والهاتف النقال كان وسيلتي الوحيدة للدراسة، بسبب قلة الإنترنت والخوف من القصف المباغت».
لكن رغم الظروف القاسية، وُلدت مبادرات تعليمية بديلة داخل الخيام، حيث يستخدم المعلمون أوراقًا مهترئة ووسائل بسيطة لمواصلة التعليم في مجموعات صغيرة، مع الحفاظ على الروتين التعليمي قدر الإمكان.
وقالت مستشارة الصحة النفسية، في وكالة الغوث الدولية، تهاني أبوغالي، لـ«الأخبار»، إنه «حتى لو كانت المدرسة خيمة مؤقتة، وجود روتين يومي يساهم في استقرار الطفل النفسي ويقلل شعوره بالعجز. التعليم هنا ليس فقط أكاديميًا، بل هو علاج نفسي وصمود أمام الحرب».
وإذ أوضحت المستشارة أن «الطفل الذي يعيش في بيئة غير آمنة ويواجه القصف والخوف المستمر لا يستطيع التركيز، وتتراجع قدرته على التعلم بشكل ملحوظ»، أشارت إلى أن «الانقطاع عن التعليم يترك آثارًا طويلة المدى تشمل القلق المزمن، اضطرابات النوم، ضعف الثقة بالنفس، وحتى تغييرات في السلوك الاجتماعي».
وتشير تقارير رسمية فلسطينية لـ«الأمم المتحدة» إلى أن 239 مدرسة حكومية تعرضت للتدمير، منذ 7 أكتوبر 2023، منها 55 مدرسة تعرضت للتدمير الكامل، بينما الباقي تضرر كليًا أو جزئيًا، مما ترك آلاف الطلاب بلا مدارس، واضطرار العديد منهم للتعلم في خيام مؤقتة أو تعليم شخصي.
مرتبط