تحريض أميركي على مواجهة صنعاء: «الانتقالي» يحرّك خطوط التماس

يوسّع «المجلس الانتقالي الجنوبي» نفوذه شرق اليمن وسط ضغوط سعودية وتنسيق أميركي ـ إماراتي، في مسار ينذر بتصعيد عسكري جديد وتحريك الجبهات مع صنعاء.

يواصل «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات توسيع نفوذه في المحافظات الشرقية لليمن، مبرّراً ذلك بضرورة تأمين محافظتَي حضرموت والمهرة بشكل كُلّي، تمهيداً للتوجّه نحو جبهات الشمال، وهو ما يترافق مع تقارير عن تحرّكات يقوم بها المجلس بالفعل، استعداداً لإشعال الجبهات مع صنعاء. ويتواءم هذا المسار الذي يسلكه «الانتقالي» في مواجهة الضغوط السعودية عليه للانسحاب من المحافظتين، مع وجهة نظر واشنطن لحل الصراع القائم بين القوى الموالية للسعودية والإمارات في جنوب البلاد.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان على منصة «إكس»، أن وزيرها ماركو روبيو، ناقش، أول من أمس، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإماراتي، عبدالله بن زايد، أهمية «الاستقرار في جنوب اليمن، في الحرب ضد الحوثيين». وتضمّن الاتصال، وفق مصادر جنوبية، إشارة إلى نية أبو ظبي توحيد جهود «الانتقالي» وفصائل طارق صالح في الساحل الغربي، تمهيداً للتصعيد في وجه حركة «أنصار الله».

وكان كثّف السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، لقاءاته مع عدد من أعضاء «المجلس الرئاسي». وذكرت السفارة، في بيان، أن فاجن عقد لقاءات عبر تقنية الفيديو مع عضو المجلس التابع لحزب «الإصلاح»، سلطان العرادة، وطارق صالح، وعثمان مجلي – وجميعهم يتحدّرون من المحافظات الشمالية -، وحثّ على التهدئة وتوحيد الجهود لاستئناف المعركة ضد «الحوثيين»، وهو المنطق نفسه الذي يروّج له «الانتقالي» عبر مختلف وسائله الإعلامية، وكذلك في اللقاءات التي يجريها رئيسه مع قيادات عسكرية ومدنية في عدن، والتي أكّد خلالها، وفق وسائل إعلام تابعة له، أن «المعركة يجب أن تكون لإستعادة صنعاء وليس الصراع على حضرموت».

وفي هذا الإطار، بدأ «الانتقالي» تحرّكات عسكرية لإشعال جبهات الضالع وأبين، ودفع خلال اليومين الماضيين بقوات يقودها قائد «الحزام الأمني» في عدن، محسن الوالي، إلى جبهة عقبة ثرة الواقعة على التماس مع قوات صنعاء في مديرية لودر في محافظة أبين. وقال الوالي خلال تفقّده خطوط التماس، إن معركة «الحسم تأتي في إطار عملية سهام الشرق، والتي ستحرّر ما تبقّى من الحدود الشطرية للجنوب» في إشارة إلى مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء. كما دعا قوات «الانتقالي» إلى رفع حالة الاستنفار استعداداً لـ»معركة التحرير»، بحسب ما نقلت عنه مصادر محلية في لودر.

ويأتي هذا في وقت أكملت فيه القوات الموالية لـ»الانتقالي»، خلال اليومين الماضيين، السيطرة على ما تبقّى من مؤسسات خدمية في محافظة المهرة، ودفعت بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة حضرموت. وفي المقابل، واصل الطيران الحربي السعودي التحليق في أجواء حضرموت، وتحديداً فوق الهضبة النفطية، بالتزامن مع تحليق مكثّف لطائرات بدون طيار يُعتقد أنها تقوم بتنفيذ مهام استخبارات ورصد لمواقع قوات «الانتقالي» في وادي المحافظة وصحرائها. ورغم إجراء وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، عدة لقاءات مع رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، وأربعة من أعضاء المجلس، إلا أن الضغوط السعودية على «الانتقالي» للانسحاب من حضرموت والمهرة يبدو أنها فشلت. ولذلك، تتّجه الأنظار إلى معركة محتملة في حضرموت تشارك فيها قوات تابعة للحكومة الموالية للرياض، بغطاء جوي سعودي.

عن وكالة ميادين المقاومة

شاهد أيضاً

التعليم في غزة مستمر رغم الدمار

تواصل مدارس غزة استقبال الطلاب وسط دمار واسع للبُنية التعليمية، حيث يجلس مئات الطلاب على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *