القنيطرة هدفاً لتصعيد مُركّب: هل يطلّ «داعش» برأسه جنوباً؟
وكالة ميادين المقاومة
ساعتين مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, مقالات مختارة, منوّعات
يستغل الإحتلال الإسرائيلي التطورات الأخيرة في سوريا، بما في ذلك العمليات التي تبنّاها «داعش» أخيراً، لتعزيز الواقع الأمني الذي فرضه جنوباً، وتكريسه بموجب أي إتفاقية أمنية مُحتملة مع دمشق.

ارتفعت وتيرة إقامة نقاط التفتيش هذا الأسبوع في القنيطرة
يستمرّ توالي المؤشّرات إلى توجه إسرائيل نحو تكريس واقع أمني جديد في الجنوب السوري، ولا سيما في ظلّ غياب الضغط الأميركي الفعلي. والظاهر أن تل أبيب تسعى إلى الموازنة بين «حرية التصرف»، ومواصلة المحادثات مع السلطة الانتقالية في سوريا، بهدف تحويل أي اتفاق أمني معها إلى «وثيقة اعتراف» بالواقع الذي فُرض بالقوة.
وشهد الأسبوع الجاري تصعيداً إسرائيلياً مُركّباً، جمع بين إقامة نقاط تفتيش ومداهمات وتوغّلات، تركّزت، بحسب معلومات حصلت عليها «الأخبار»، في ريف القنيطرة الأوسط، فيما لم يفلح النشاط الملحوظ لقوات الأمم المتحدة «اليوندوف»، التي عملت على توثيق الأضرار الناتجة من الاعتداءات الإسرائيلية وتقصّي الحقائق، ورفع منسوب تدويل الملف، حتى اللحظة، في ردع السلوك الميداني الإسرائيلي.
وتشير مصادر «الأخبار» إلى أن القوات الإسرائيلية انتزعت علم القوات الدولية من تل أحمر شرقي، المقابل لتل أحمر غربي، والذي تحوّل إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية ثابتة تكشف حتى مشارف دمشق. وطبقاً للمصادر نفسها، فقد شهدت القاعدة المُشار إليها حركة إسرائيلية مُكثّفة لرفع درجة التحصين والجاهزية فيها، علماً أنها تشكّل نقطة انطلاق للتوغّلات الليلية، ومن بينها التوغّل الذي نفّذته القوات الإسرائيلية في اتجاه بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي، فجر الـ28 من تشرين الثاني الماضي، والذي هدف إلى تنفيذ عمليات اعتقال هناك، قبل أن تقابَل تلك القوات باشتباك مباشر أربك حساباتها.
كذلك، كان لافتاً ارتفاع وتيرة إقامة نقاط التفتيش هذا الأسبوع في القنيطرة – ولا سيما في ريفها الأوسط -، والتي ترافقت مع إجراء قوات الاحتلال استطلاعات رأي أمنية، مثلما حدث على طريق جباتا الخشب – عين البيضة. وبحسب المعلومات، فقد شمل الاستطلاع أسئلة عن رأي الأهالي بقوات الأمن العام السورية الجديدة، وعمّا إذا كانوا يتعرّضون لمضايقات منها، جنباً إلى جنب أسئلة عن حاجاتهم المعيشية مع بدء فصل الشتاء.
وبالتزامن مع إقامة نقاط التفتيش، أفادت مصادر مطّلعة، «الأخبار»، بأن قوات الاحتلال نشطت، طوال عصر الثلاثاء، في توزيع المازوت على الأهالي، بمقدار 20 ليتراً للعائلة. بيد أنه هذه المرة، امتدّت عملية التوزيع على نطاق جغرافي أكبر، وعلى ثلاثة أيام، وأوكلت مهمتها في بعض القرى التي ترفض المساعدات الإسرائيلية، إلى جهات اجتماعية بهدف «التمويه».
أمّا درعا، فهي تشهد معدّلاً أدنى من التوغّلات البرية مقارنة بالقنيطرة، لكنها لا تزال تعيش توترات أمنية على خلفية انفلات السلاح وعمليات القتل العشوائية والثأرية، وهو ما يهدّد بإعطاء قوات الاحتلال المزيد من الذرائع لتعزيز تدخلاتها العسكرية. وبالفعل، عمدت القوات الإسرائيلية، في الـ12 من هذا الشهر، بحسب معطيات حصلت عليها «الأخبار»، إلى التوغّل في قرية عابدين غربي درعا، بعد وقوع انفجار بقنبلة يدوية – خلال عرس شعبي، ما أدّى إلى وقوع 34 إصابة، ثلاث منها بالغة -، وذلك بهدف معرفة طبيعة الانفجار وشكله، فيما شهدت الأجواء السورية، طوال تلك الليلة، تحليقاً لطيران الاستطلاع الإسرائيلي.
وممّا يزيد المشهد تعقيداً، عودة فرضية إعادة «داعش» تنظيم صفوفه واحتمال ظهوره جنوباً، وذلك على خلفية تصعيد عملياته أخيراً، وعلى رأسها هجوم تدمر الذي أدّى إلى مقتل جنود أميركيين وسوريين. على أن مصدراً أمنياً سابقاً يعتقد، في حديث إلى «الأخبار»، أن «فرص عودة نشاط التنظيم في درعا تبدو منخفضة حالياً، وأن هناك، على الأرجح، مبالغة في تقدير حجمه هناك»، مشيراً في المقابل إلى أن ذلك لا ينفي «وجود خلايا نائمة صامتة تتبع له، ولا سيما في الريف الغربي من المحافظة». ويلفت المصدر نفسه إلى أن «جملة من الاغتيالات طاولت بعض أمراء داعش السابقين، ومنهم أمراء (الحسبة)، الذين سبق أن غادروا البلاد وعادوا إليها، ليجدوا أن البيئة هناك غير قابلة لاحتضانهم»، منبّهاً إلى أن «عودة التنظيم تخدم مصلحة إسرائيل، التي ستعتبر ذلك ذريعة جديدة للبقاء خارج المنطقة العازلة، ما يجعل جنوب سوريا منقوص السيادة على المدى الطويل».
مرتبط