أميركا على خطّ أزمة الجنوب: خطوات «تسهيلية» لحلفاء الإمارات

الولايات المتحدة وبريطانيا تدخلان على خط الأزمة اليمنية، مع رضى ضمني عن تحرّكات “الانتقالي” بعد تراجع عن مطالب إنسحابه من حضرموت والمهرة، وتحييد البنك المركزي.

دخلت الولايات المتحدة وبريطانيا على خط الأزمة بين «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، و «المجلس الرئاسي» الذي تدعمه السعودية في اليمن. وفي أعقاب تراجعها عن مطالبة «الانتقالي» بالانسحاب من محافظتَي حضرموت والمهرة اللتين سيطر عليهما مؤخّراً، سعت واشنطن، أمس، إلى تبديد مخاوفه من استخدام «الرئاسي»، البنك المركزي في عدن كورقة ضغط عليه؛ إذ طالب السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، محافظ «مركزي عدن»، أحمد المعبقي، في اتصال هاتفي أجراه به، بتحييد البنك عن الصراع وإطلاع السفارة الأميركية أولاً بأول على المستجدّات.

وقال مصدر مقرّب من «المركزي»، إنّ اتصال السفير الأميركي بمحافظ البنك، جاء في أعقاب الحديث عن توجّه سعودي لتجميد كافة الودائع والمساعدات المقدّمة من قبل المملكة للحكومة هناك. وأشار المصدر إلى أنّ رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، الذي يتّهم «الانتقالي» بالإنقلاب على إتفاق نقل السلطة الموقّع أواخر العام 2019، وتقويض مؤسسات الدولة، طلب من البنوك السعودية عدم تحويل الأموال إلى حسابات الحكومة في عدن، فضلاً عن حديث مقرّبين منه عن وقف المملكة كافة مساعدات «برنامج إعادة الإعمار»، وانتشار تقارير عن تعليق منحة سعودية مالية لشركة كهرباء عدن بنحو 80 مليون دولار.

وتأتي الخطوة الأميركية الجديدة التي تصبّ في صالح «الانتقالي»، بعدما أسقطت الولايات المتحدة السيطرة العسكرية للأخير على محافظتَي حضرموت والمهرة، من أولوياتها، وذلك بخلاف مواقف سابقة لـ«اللجنة الرباعية الدولية» التي تضمّ أميركا وبريطانيا والإمارات والسعودية. وفي هذا الإطار، قالت السفارة الأميركية في بيان نُشر على منصة «إكس»، إنّ فاجن شدّد في أثناء لقاء عقده مع العليمي، أول أمس، على أهمية مواجهة التهديد الثلاثي للأمن القومي الأميركي، والذي يضمّ «الحوثيين» و«القاعدة» و«داعش»، بإعتبار تلك المواجهة من أولويات الولايات المتحدة في اليمن، وهو ما يؤكّد أنّ واشنطن تراجعت عن تأييد مطالب «المجلس الرئاسي» بخروج «الانتقالي» من المحافظات الشرقية، والانسحاب من مؤسسات الدولة كافة، لإعادة الحكومة إلى عدن لممارسة مهامها.

وبحسب مصدر مقرّب من «الانتقالي»، فإنّ «المجلس سيعمل على تشكيل حكومة مصغّرة لإدارة الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرته».

“بعث «الانتقالي» برسائل إلى واشنطن أكّد فيها إستعداده لمحاربة «الإرهاب»”

ومع تأكيد ناشطين مقرّبين من «الانتقالي» حدوث تطورات في الموقف الدولي من الأحداث الأخيرة شرقي البلاد لصالح المجلس، امتنعت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، في أثناء لقائها بوزير الخارجية في حكومة عدن، شائع الزنداني، عن الحديث عن تلك التطورات، مفضّلةً التركيز على ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب والإصلاحات الاقتصادية، بحسب بيان للسفارة.

وكان بعث «الانتقالي» بأكثر من رسالة تطمين إلى الولايات المتحدة، عبر قنوات أبرزها الإمارات، أكّد فيها استعداده لتنفيذ شروطها الخاصة بـ«محاربة الإرهاب»، والعمل على تأمين خطوط الملاحة الدولية في نطاق سيطرته على البحر العربي وباب المندب، كما أطلق حملة لـ«مكافحة الإرهاب» في محافظة أبين، تحت اسم «سهام الشرق». يُضاف إلى ذلك، أنّ رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، أجرى عدة لقاءات مع قيادات شمالية موالية للإمارات وعلى رأسها رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، ومحافظ البيضاء وذمار المعيّنان من قبل الحكومة الموالية للتحالف، وشدّد في أثناء اللقاءات معهم على أهمية الترتيب لمعركة موحّدة ضدّ «الحوثيين»، في محاولة للفت نظر واشنطن إلى أنّ مجلسه هو الأجدر بقيادة المرحلة.

يُشار إلى أنّ مصادر مقرّبة من «الرئاسي» أكّدت طلب العليمي لقاء عاجلاً بوزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، قبل أيام، إلا أنّ اللقاء تمّ تأجيله، وهو ما عدّه مراقبون انعكاساً لعدم رضا السعودية على «المجلس الرئاسي».

عن وكالة ميادين المقاومة

شاهد أيضاً

حين يستصعب الطلاب لغتهم الأُم!

في اليوم العالمي للغة العربية، يكاد وضعها يبدو صادماً في بلدٍ كلبنان، مع الغربة التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *