كريات شمونة تشهد موجة نزوح جديدة: لا حياة هنا.. مجنون من يبقى في هذه المقبرة!
وكالة ميادين المقاومة
ساعتين مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, النشرة اللبنانية, مقالات مختارة, منوّعات
نشر موقع «واينت» العبري تقريراً عن الوضع في المستوطنات الشمالية بعد مرور عام على وقف إطلاق النار مع لبنان، مشيراً إلى أن الواقع هناك لا يزال صعباً، وأن نسب شكاوى المستوطنين في ارتفاع مستمر.

أُغلق الطريق الأساسي ورُفعت لافتات تطالب بـ«إعادة الأمل بالحياة»
نشر موقع «واينت» العبري تقريراً عن الوضع في المستوطنات الشمالية بعد مرور عام على وقف إطلاق النار مع لبنان، مشيراً إلى أن الواقع هناك لا يزال صعباً، وأن نسب شكاوى المستوطنين في ارتفاع مستمر. ولفت التقرير إلى أن نحو ثلث سكان المدينة لم يعودوا إليها، فيما يعاني من عاد منها من ركود كبير في الحركة التجارية.
ووفق التقرير، «بعد أكثر من عام على وقف الحرب، ضاق السكان ذرعاً. فمن أصل 26 ألف نسمة كانوا يقيمون قبل عملية طوفان الأقصى، بقي عشرة آلاف فقط في المناطق التي نزحوا إليها، بينما يواجه العائدون ظروفاً صعبة، وسط حالة من الغضب بسبب عدم التزام الحكومة بوعودها».
ويذكر التقرير أن حركة احتجاجية شهدتها المدينة القريبة من الحدود مع لبنان، تضمّنت إحراق إطارات وإقفال طرق. ونقل عن أحد الناشطين قوله: «إذا استمر الوضع على هذا النحو، فلن يبقى أحد. لقد أعادونا إلى المدينة المُدمّرة وتركونا نواجه مصيرنا».
وشارك مئات السكان في الوقفة الاحتجاجية عند مدخل المدينة، وهتفوا طوال الطريق إلى القدس، مطالبين الحكومة بالتدخّل لإنقاذ المنطقة المنكوبة، ورفضوا السماح لرئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي بالمشاركة في التظاهرة. وقال تومر، أحد المستوطنين، للموقع: «لقد أُنهكنا، وسئمنا من كوننا من الطبقة الدنيا. لقد نسي الجميع ما عانته هذه المدينة المنكوبة، وكم تحمّلنا من حرائق وصواريخ، والآن يطالبوننا بدفع ضرائب العقارات والضرائب كالمعتاد. عليهم أن يفهموا أنه إذا لم تكن هناك أعمال فعلية، فلن يعود السكان. لقد غادر 8000 شخص بالفعل، وهذا يضرّ بالتجارة وبالسكان. حتى فريق كرة القدم ليس هنا».
“تظاهر سكان أكبر مستوطنات الشمال احتجاجاً على الإهمال، ونحو نصف المستوطنين لا يريدون العودة”
بحسب تقرير موقع «واينت»، تبدو المدينة مُقفلة عند السادسة مساءً، وسط أجواء من الخوف والضغط النفسي المتواصل على السكان الذين يسيطر عليهم هاجس عودة الحرب، وترقّب حدوث كارثة أخرى، حيث تُسمع أصوات المروحيات والانفجارات طوال اليوم. وأوضح أحد المستوطنين: «نحن في مرحلة عدم اليقين، والجميع يخشى من عملية إجلاء أخرى، ولا أحد يعرف متى ستنتهي الحملة القادمة. لا أحد يملك القدرة النفسية على تحمّل هذا الوضع».
ويشير التقرير إلى أن المدينة «في حالة صمت مُطبق، حيث أُغلقت بعض المتاجر تماماً، بينما تعمل أخرى بطاقة منخفضة وعائدات ضئيلة. ويواجه السكان مشاكل حقيقية نتيجة عدم دفع الحكومة التعويضات»، ما دفع أحد المستوطنين إلى ربط نفسه بأحد مكاتب مصلحة الضرائب احتجاجاً على «الدولة التي أعادتنا إلى مدينة مُدمّرة وتركتنا نواجه مصيرنا وحدَنا».
ويتزايد الغضب لدى أصحاب الأعمال المتوقّفة في المدينة. ويقول أحد المستوطنين: «لا يُعقل أن تنعم المستوطنات الجنوبية بالازدهار بعد الحرب، بينما تتزايد حالات الهجرة هنا. نحن نستحقّ نفس الحقوق والظروف التي يتمتع بها سكان وسط البلاد، ونتوقّع من الحكومة أن تأتي لتفهم معاناتنا. إذا لم تحصل تغييرات كبيرة، فمنتصف العام المقبل سيكون موعد موجة نزوح هائلة أخرى، وحينها سيصبح هذا المكان أكبر مقبرة في إسرائيل».
ويسخر المستوطنون من الحديث المتكرّر عن «استثمارات حكومية ضخمة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين التعليم وغيرها من الوعود التي لم تُنفّذ. هذه مجرّد خدعة لإخفاء انهيار الشركات المحلية وعدم قدرة المنطقة على التعافي دون معالجة أوجه القصور المتأصّلة في منطقة بعيدة عن مركز الحياة الإسرائيلية في تل أبيب».
ويختتم التقرير بكلام صاحب متجر قرّر إغلاق محلّه والرحيل مع أولاده، قائلاً: «كل من يبقى هنا مجنون. لا جدوى من البقاء. أقوم بتصفية البضائع، بالنسبة إليّ، لقد انتهى كل شيء».
مرتبط