الصحف الإيرانية: العدو الإسرائيلي متهم بحادثة سيدني
وكالة ميادين المقاومة
4 ساعات مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, مقالات مختارة, منوّعات
الكيان الصهيوني يقف وراء الهجوم على سيدني بهدف تقليص الأجواء المعادية للصهيونية.

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الثلاثاء (16 كانون الأول/ديسمبر 2025)، بالأوضاع المهيمنة على الوضع العالمي والإقليمي؛ لاسيما الهجوم الأخير على اليهود في سيدني، وأيضًا اهتمت بالخطط الأميركية و”الإسرائيلية” الدائمة في الهيمنة والسيطرة على الجمهورية الإسلامية في إيران.
الموساد متهم
كتبت صحيفة وطن إمروز: “في أعقاب الهجوم الذي وقع، في يوم الأحد في سيدني، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 يهوديًا كانوا يحضرون احتفالًا بعيد “حانوكا” (الأنوار) وإصابة العشرات، سارعت وسائل الإعلام الغربية و”الإسرائيلية” إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إيران بصفتها الجاني من دون أي دليل. هذه الادّعاءات ليست فقط بلا أساس، تبدو أيضًا جزءًا من نمط متكرّر لصرف الانتباه عن الحقائق على أرض الواقع واستغلالها سياسيًا.
تتابع الصحيفة: “صنّفت أستراليا الهجوم عملًا إرهابيًا ذا دوافع مرتبطة بتنظيم “داعش” استنادًا إلى تحقيقاتها الخاصة، إلا أن محاولة وسائل الإعلام “الإسرائيلية” والغربية ربط هذا الحادث بإيران، من دون أي دليل، لا تهدف إلا إلى تضليل الرأي العام. بشكل أدق، يسعى الكيان الصهيوني، من خلال هذه الادّعاءات، إلى تقليص الأجواء المعادية للصهيونية التي تشكلت في العالم، خلال العامين الماضيين، نتيجة الجرائم والإبادة الجماعية في غزّة، وإلى تمهيد الطريق لتحركاته اللاحقة عبر وصم إيران ومحور المقاومة.. يعتقد بعض الخبراء السياسيين أيضًا أن الصهاينة أنفسهم خططوا لحادثة سيدني. وقد صرح خبير “إسرائيلي” في مركز الدراسات الخارجية والأمنية في القدس بشأن حادثة سيدني في أستراليا بأن السعوديين يعتقدون أن الحادثة الأسترالية كانت من تدبير “إسرائيل” نفسها”.
دعونا نأخذ الحرب الناعمة على محمل الجد
كتبت صحيفة إيران: “صرّح ترامب مرارًا وتكرارًا: يتدرب الجيش الأميركي على قصف المنشآت النووية الإيرانية منذ 22 عامًا. لم يجرؤ الرؤساء السابقون على التحرّك. هذا يعني أنهم كانوا يفكرون في مهاجمة إيران منذ العام 2003. والعراق محتل منذ لبعام 2003. وقد دار حديث عن مهاجمة إيران بين زملاء جورج دبليو بوش الابن. وكتب برنارد لويس، وهو المقرب من المحافظين الجدد، في كتابه “ملاحظات القرن” أن أصدقاءه الإيرانيين قالوا إنه بناءً على فهمنا لإيران والعراق، ينبغي على أميركا أن تهاجم إيران أولًا!
تؤكد الصحيفة: “طوال السنوات التي تحدثت فيها أميركا عن إيران، تارةً بالتهديدات وتارةً بالإغراءات، وما يُسمى بسياسة الترغيب والترهيب المزدوجة، كان الجيش الأميركي يتدرب سرًا على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. الأمر لا يتعلق بجدار انعدام الثقة، بل بطبيعة انعدام الثقة نفسها! وقد قال نتنياهو إنه كان يفكر في مهاجمة إيران منذ أربعين عامًا. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبعد احتلال الولايات المتحدة وحلفائها لأفغانستان والعراق، رأت “إسرائيل” في ذلك فرصة ذهبية لشن حرب على إيران.. باختصار، ما تزال المؤسسة الحاكمة في أميركا، ترغب في أن تكون إيران مثل إيران وقت الشاه. مع اختلاف أن “إسرائيل” اليوم، في ظل نفوذها داخل المؤسسات الحكومية الأميركية وتأثير اللوبي الصهيوني القوي في الانتخابات الرئاسية ومجلس الشيوخ ومجلس النواب والانتخابات البلدية، تسعى إلى تفكيك إيران إقليميًا ووطنيًا على غرار ما حدث ليوغوسلافيا السابقة، والتي قُسّمت إلى سبع دول صغيرة، لا تتجاوز هوية كلّ منها عددًا من الفنادق والمطاعم والمراكز الترفيهية والسياحية. كما قُسّمت تشيكوسلوفاكيا إلى دولتين، التشيكية والسلوفاكية. وإلى حد ما، حاولوا أيضًا تفكيكها في العراق بعد الاحتلال. لديهم الإستراتيجية نفسها إزاء إيران. لكن إيران كبيرة وقوية تقاوم السياسات والأوامر الأميركية”.
تبيّن الصحيفة: “تكمن مصالح الولايات المتحدة وأوروبا في تشكيل دول صغيرة مطيعة. إنّ الحكام الفعليين للبلاد هم، في الواقع، القادة العسكريون والقواعد الأميركية والسفراء الأميركيون في تلك الدول. ولا يمكن تحديد حقيقة استقلال هذه الدول وممارسة سيادتها بشكل أوضح من حادثة الهجوم “الإسرائيلي” على الدوحة ورد الفعل الأميركي. عندما أُبلغ المسؤول الأميركي بأن الجيش “الإسرائيلي” هاجم حليفه، قطر – والجدير بالذكر أن قطر فعلت ذلك باقتراح وموافقة من الولايات المتحدة و”إسرائيل” لاستضافة قادة حماس في الدوحة، وفقًا لرئيس الوزراء القطري – قال المسؤول الأميركي: قطر ليست حليفتنا، بل هي عميلة لنا!” إن الشكل الذي ترغب فيه الولايات المتحدة وأوروبا، وبالطبع “إسرائيل”، هو هذه العلاقة؛ أي حكومات بلا دعم وطني وشعوب مدعومة من الولايات المتحدة، والتي، سعيًا منها للتقرب من الولايات المتحدة، تُدمج في إرادة “إسرائيل” وإستراتيجيتها في المنطقة.. فما لم تُقسّم إيران إلى تقسيم إقليمي ووطني، لن تُصان مصالح الغرب. ولا يمكن لأي دولة أن تقف في وجه إرادة الغرب. وإذا ما وقفت، فستُشنّ عليها حرب عسكرية واقتصادية ومالية ودعائية وسياسية ونفسية شاملة. هذه هي الساحة التي يُنظمونها ويديرونها ضدّ بلدنا”.
تأملات في خطأ إستراتيجي في بيروت
كتبت صحيفة رسالت: “تُظهر الأحداث الأخيرة في لبنان أن حكومة نواف سلام، وخاصة على مستوى وزارة الخارجية، تتّجه نحو مسار قد يُشكل أزمة خطيرة على الأمن القومي اللبناني. يأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه الجهات الفاعلة المحيطة بلبنان، ولاسيما الكيان الصهيوني، أكثر من أي وقت مضى إلى استغلال الانقسامات الداخلية في البلاد. إن الإستراتيجية التي تبنتها بيروت، والمتمثلة بالتركيز على عزل المقاومة بدلًا من العدوان “الإسرائيلي”، تُعد في الواقع تحولًا خطيرًا في معادلة حيوية في السياسة والأمن اللبنانيين. تكمن المشكلة الرئيسة في أن بعض مؤسسات صنع القرار في الحكومة اللبنانية الجديدة قد نسيت أن فلسفة تشكيل واستمرار كيان يُسمى لبنان بعد عقود من العدوان والاحتلال والفتنة لا يُمكن فهمه من دون وجود المقاومة وفاعليتها.
تتابع الصحيفة: “لم تكن المقاومة قوة عسكرية بحتة، لقد كانت بمثابة الدرع الدفاعي للبنان ضدّ تهديد تاريخي مستمر منذ اليوم الأول لتأسيس الكيان الصهيوني وحتّى اليوم. هناك أدلة كثيرة تُشير إلى أنه كلما نأت الحكومات اللبنانية بنفسها عن المقاومة، تصرفت “تل أبيب” بجرأة وغطرسة أكبر. منذ غزو العام 1982 وحتّى انتهاكات الحدود في السنوات الأخيرة، تلوح في الأفق بوادر تهور جديد على مستوى صنع القرار السياسي في بيروت. الخطط التي تُنفذ تحت ذريعة خفض التصعيد أو المفاوضات غير المباشرة مع “إسرائيل” تُفضي في الواقع إلى تحييد عامل الردع عند المقاومة. تؤدي وزارة الخارجية اللبنانية فعليًا على أرض العدوّ بتصريحات ومواقف تُشبه تلميحات داخلية تجاه حزب الله، بدلًا من التصدي للانتهاكات اليومية للمجال الجوي والحدود اللبنانية من الطائرات الحربية “الإسرائيلية”. هذا مسار خاطئ لن يُضعف بنية المقاومة فحسب، بل سيُعرّض أمن لبنان وسيادته ووحدته الوطنية للخطر”.
مرتبط