ترقّب لعقوبات أميركية إضافية: المقاومة ترفض عودة السوداني!
وكالة ميادين المقاومة
3 أيام مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, مقالات مختارة, منوّعات
يتصاعد التوتر داخل «الإطار التنسيقي» مع اقتراب حسم تشكيل الحكومة، وسط إعتراض فصائل المقاومة على تجديد ولاية السوداني وتزايد الضغوط الأميركية.

أعـلاه | تظاهرة في بغداد احتجاجاً على «خطأ» إدراج «حزب الله» و«أنصار الله» على قائمة الإرهاب!
تتزايد حدّة التوتّر داخل «الإطار التنسيقي» مع اقتراب المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات ال التي جرت الشهر الماضي، وذلك بعدما تحوّل التجديد لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، محمد شياع السوداني، إلى عامل تأزيم داخل المكوّن الشيعي. فبينما يواصل «التنسيقي» اجتماعاته اليومية لتوفير حدّ أدنى من التوافقات الداخلية، تصعّد فصائل المقاومة المسلّحة موقفها الرافض لعودة السوداني، معتبرة أنّ الرجل «لم يعُد يمثّل مشروع المقاومة»، بعد سلسلة مواقف مثّلت «انحيازاً واضحاً إلى واشنطن».
وتتصدّر قائمةَ الاعتراضات، خطوةُ السوداني الأخيرة، المتعلّقة بما وصفته الفصائل بـ«التغطية السياسية» لقرار أثار جدلاً واسعاً، حين أُدرج «حزب الله» وحركة «أنصار الله» على لائحة الإرهاب، ونُشر قرار إدراجهما فيها في جريدة «الوقائع» العراقية الرسمية قبل سحبه. ورغم الإيضاح الحكومي بأنّ الأمر يتعلّق بخطأ، إلا أنّ الفصائل اتّهمت رئيس الوزراء بأنه «المحرّك الضمني» لهذه الخطوة، وذلك لإظهار قدرته على مجاراة السياسة الأميركية في ملفات تراها المقاومة خطوطاً حمراً. وتتداول وسائل إعلام تابعة للفصائل تسريبات واتهامات لحكومة السوداني بـ«التستّر» على ملفات مرتبطة بـ«جرائم واشنطن»، بما يشمل نشر أسماء شخصيات حكومية تدّعي تلك الوسائل تورّطها في لائحة «الوقائع العراقية».
كما أنّ ثمّة موقفاً آخر أثار غضب الفصائل، حين لقي الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إشادة في بعض المحافل الدبلوماسية العراقية في ما يتّصل بمطالبته بالحصول على جائزة نوبل للسلام، وهو ما اعتبره قادة فصائل «إهانة لدماء الشهداء»، خصوصاً قائد «فيلق القدس»، الشهيد قاسم سليماني، ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، الشهيد أبو مهدي المهندس. ويقول قيادي بارز في أحد الفصائل، لـ«الأخبار»، إنّ هناك «قراراً حاسماً اتُّخذ بعدم ترشيح السوداني ودعمه إطلاقاً في ولاية ثانية؛ فهو خذل المقاومة وإرث قادتها عندما سمح، مباشرة أو بالتسهيل، بظهور اسم ترامب في سياق تكريمي، وهو أول إرهابي في العالم». ويضيف أنّ «المقاومة لن تقبل برئيس وزراء لا يعبّر عن مشروعها، ولا يقف بوضوح ضدّ المحور الأميركي».
“الخزعلي متحفّظ على ترشيح السوداني لولاية ثانية ويريد شخصية أكثر انسجاماً مع توجّهات المكوّن الشيعي”
في المقابل، تبدو مواقف بقية قادة الفصائل أقلّ حدّة، وإن لم تُعلن دعماً صريحاً للسوداني. إذ يكشف مصدر مطّلع، لـ«الأخبار»، أنّ الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، «لا يعارض الانفتاح الخارجي ما دام يضمن مصلحة العراق ولا يمسّ خط المقاومة». ويوضح المصدر أنّ «الخزعلي ليس بالضرورة ضدّ السوداني، لكنه متحفّظ على إعادة ترشيحه لولاية جديدة، ويرى أنّ المرحلة المقبلة تحتاج شخصية أكثر انسجاماً مع توجّهات المكوّن الشيعي».
ومع تصاعد الفيتوات داخل «تنسيقية المقاومة»، والتي عبّر عنها إصدار بيان يحدّد «المواصفات العقائدية والسياسية» لرئيس الحكومة المقبل، تتزايد التوقّعات بأنّ السوداني لن يكون ضمن الأسماء النهائية التي ستُطرح رسمياً. والظاهر أنّ أسماء المرشحين داخل «التنسيقي» تقلّصت إلى خمسة فقط، وفق ما كشفه القيادي، عدي عبد الهادي، في حديث متلفز سابق، متوقّعاً أن تمتدّ مدّة الحسم حتى الأسابيع الأولى من العام المقبل، في ظلّ اتصالات مستمرة مع القوى السنّية والكردية لتهيئة التوافقات الضرورية لتشكيل الحكومة.
وفي تعليقه على ذلك، ينبّه الباحث في الشؤون السياسية، عباس الفياض، إلى أنّ «تجاوُز قرار الفصائل أو فرض مرشح لا يمثّلها قد يفتح الباب أمام فوضى سياسية وربما أمنية، لأنّ بنية النظام العراقي نفسها قائمة على توزيع النفوذ لا على مركزية القرار». ويؤكّد الفياض أنّ إيران «على الخط بقوة، وهي تريد رئيس وزراء لا يبتعد عن أهدافها الاستراتيجية ولا عن حلفائها الأساسيين في العراق، لكنها في الوقت نفسه حذرة من انزلاق المشهد الشيعي إلى صراع داخلي». كما يشير، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أنّ العراق «يقف أمام معضلة مركّبة: فصائل تمتلك قوة سياسية وعسكرية واقتصادية هائلة، وتضع فيتو صريحاً، مقابل رئيس وزراء يسعى إلى بناء علاقات دولية متوازنة، لكن أي خطوة خارج مظلّة المقاومة تُقرأ كتهديد لمصالحها».
من جهته، يؤكّد القيادي في «الإطار التنسيقي»، علي الشمري، لـ«الأخبار»، أنّ «اجتماعات الإطار مستمرة ومكثّفة، وهناك حوارات جادّة لاختيار رئيس الوزراء القادم»، مشدّداً على أنه «لا تدخّل في قرار الإطار، والفصائل لديها مقاعد ومن حقّها إبداء رأيها، لكنّ القرار النهائي يبقى داخل» التحالف البرلماني. ويشير الشمري إلى أنّ «السوداني و(زعيم «ائتلاف دولة القانون»، نوري) المالكي لديهما ثقل انتخابي ورمزية داخل المكوّن الشيعي، ولا يمكن تجاوز وزنهما في أي معادلة مقبلة».
وتأتي التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة، في ظلّ ترقّب تصعيد أميركي إضافي، متمثّل في فرض عقوبات على شخصيات سياسية وفصائلية، وشركات مالية وتجارية، وذلك في إطار ما تصفه واشنطن بـ«ضبط العلاقة» مع بغداد ووقف «تغلغل النفوذ الإيراني». وفي ظلّ تلويح الكونغرس بربط المساعدات الأمنية بإجراءات واضحة ضدّ الفصائل، تبدو حكومة بغداد أمام اختبار صعب بين السير في طريق توازن دقيق يمنع الانفجار الداخلي، أو مواجهة ضغط مزدوج من الفصائل وواشنطن في آن.
مرتبط