600 دولار سعر الخيمة: الغزيّون يحاربون المطر.. بالنايلون!
وكالة ميادين المقاومة
4 أيام مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, مقالات مختارة, منوّعات
في انتظار منخفض جوّي جديد، يهيم الغزيّون بحثاً عمّا يقيهم غرق خيامهم مجدّداً بمياه الأمطار، وسط توصيات من الدفاع المدني بضرورة إخلاء المنازل المدمّرة جزئياً.

أعـلاه | فلسطينيّون يصطّفون لتعبئة مياه الشرب في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة!
ينهمك أهالي قطاع غزة، منذ أيام، بحال طوارئ غير مسبوقة. الآلاف من سكان الخيام والمنازل المدمّرة جزئياً، يقضون ساعات النهار في البحث عن الشوادر والأخشاب وأدنى ما هو متوفّر من أدوات بدائية، وذلك لكي لا يغرقوا مجدّداً بمياه الأمطار، في وقت تتتالى فيه توصيات جهاز الدفاع المدني بضرورة إخلاء المنازل الآيلة للسقوط. فما تُحذّر منه الأرصاد الجوّية، هو منخفض جوّي شديد القوّة: رياح وعواصف وموجات شتاء غزير جدّاً يتجاوز ما عاشته غزة أخيراً، ويستمرّ على مدى أربعة أيام.
وحذّر الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، في حديثه إلى «الأخبار»، من المخاطر الكبيرة التي سيشكّلها المنخفض الجوّي العميق، حين أشار إلى أنّ المشهد سيكون كارثيّاً، قائلاً: «الخيام والمنازل المدمّرة جزئياً معرّضة لخطر الانهيار وسقوط ضحايا، كما أنّ المخيمات الواقعة في مناطق منخفضة ستغرق بشكل كامل، ولن يكون هناك استيعاب للكميات الكبيرة من مياه الأمطار (…) الحرب الجنونية توقّفت جزئياً، لكنها تعود بطريقة أخرى عبر البرد والسيول والانهيارات».
ورغم الكارثة التي تسبّب بها المنخفض الأخير، من غرق آلاف الخيام وانهيار عدد من المنازل المدمّرة، فإنّ استجابة مؤسّسات الإغاثة الدولية لم تشهد أيّ فارق يذكر. في حديثه إلى «الأخبار»، يقول النازح محمود أبو عميرة، إنه غرق وعائلته في المنخفض الجوّي السابق، واقتلعت الرياح الشديدة في ما بعد خيمته، فيما يبحث منذ ذلك الحين عن من يؤمّن له خيمة أخرى أو مكاناً في مركز إيواء، ولكن من دون نتيجة. ويتابع: «أعدتُ بناء الخيمة بالأغطية والنايلون الممزّق، لم يقدّم لي أحد حتى شادراً يحمينا من مياه المطر، وتكلفة بناء غرفة من النايلون والأخشاب في هذه الظروف، تتجاوز تكلفة بناء بيت من الصفيح وحتى الباطون في الأوضاع العادية».
«الخيام والمنازل المدمّرة جزئياً معرّضة لخطر الانهيار وسقوط ضحايا»
أمّا أسعار الخيام التي تأخذ طريقها إلى الأسواق بعد توزيعها على غير مستحقّيها، فتتجاوز قدرة الطبقة الميسورة. يقول فادي العطاونة، وهو نازح من مخيّم جباليا ويسكن في مدينة دير البلح: «تمزّقت خيمتي في المنخفض السابق، وغرقت بمياه المطر، وليس بوسعي شراء خيمة يتجاوز سعرها الـ600 دولار، وما يدخل إلى القطاع من كمّيات خيام محدود، لا يكفي لإيواء سكان مخيّم واحد، صلاحية الخيام التي تسلّمناها سابقاً رديئة، اهترأت بعد شمس الصيف الحارقة، وكشف المنخفض الجوّي عيوبها. نحن بحاجة إلى حلول جذرية، منازل متنقّلة وكرفانات كحلّ مؤقّت. سئمنا الحلول الترقيعية».
أمّا سكان المنازل المدمّرة بشكل جزئي، فليسوا أفضل حالاً من ساكني الخيام؛ فقد تَركت الحرب ما تبقّى من أبنية سكنية، مدمّراً بشكل جزئي بليغ: ثقوب كبيرة في الجدران والسقوف، وأساسات البيوت مدمّر أكثرها؛ ومع ذلك، لم يجد الأهالي بدّاً من السكن فيها. محمود بدر، وهو مواطن اضطرّ للعودة إلى بيته في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، لم يجد من منزله سوى هيكل مفرغ تماماً من الجدران والغرف، وقد دمّرت جرافات الاحتلال ثمانية أعمدة من أساساته وعددها 16 عموداً، «لكن لا خيار سوى الشارع». يقول: «أمضيت شهراً ونصف شهر في محاولة استصلاح غرفة ومطبخ وحمام في بيت مكوّن من خمس طبقات كان يؤوي سبع أسر، دفعت أكثر من 5 آلاف دولار ثمناً للأخشاب والشوادر والسباكة، والنتيجة أنّ كل ما سبق، خلعته الرياح الشديدة في المنخفض السابق. أعدت استصلاح بعض الشوادر التي حلّت بدلاً من الجدران، رغم أنّ التقييم الهندسي للمنزل أنه غير صالح للسكن مطلقاً. منذ أيام أعيش والعائلة هواجس سقوط البيت فوق رؤوسنا، الآلاف من العائلات تعيش نفس المأساة. هل تدرك ماذا يعني أن تعيش في بيت وتخشى في كل ليلة أن ينهار سقفه على رأسك ورأس أطفالك وتستيقظ وأنت بين الركام؟».
مرتبط