تخلّ سعودي عن «حلف القبائل» | معركة حضرموت: حلفاء الإمارات يتقدّمون
وكالة ميادين المقاومة
يومين مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, مقالات مختارة, منوّعات
يتّجه الصراع في محافظة حضرموت نحو الحسم العسكري، مع تقدّم قوات «الانتقالي» لإسقاط آخر معاقل الحكومة في سيئون، وسط تراجع سعودي لافت عن دعم “حلف قبائل حضرموت”.

أعـلاه | يمني يحمل علم الانفصال في الذكرى 58 لإستقلال جنوب اليمن عن الحكم البريطاني، خلال إحتفالات في عدن!
بعد فشل كلّ المساعي لوقف الصراع بين «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات و»حلف قبائل حضرموت» المدعوم سعودياً، بدأت الفصائل التابعة للأول، خلال الساعات الماضية، عملية تهدف إلى الحسم العسكري ضد الثاني في المحافظة النفطية الواقعة شرقي اليمن. وأكّدت مصادر محلية في المحافظة، لـ»الأخبار»، تقدّم قوات كبيرة تابعة لـ»الانتقالي» كانت قدِمت من ساحل حضرموت إلى تخوم مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، ومدينة تريم المجاورة لها. وأشارت إلى أن عدداً من ألوية الدعم والإسناد المحسوبة على «الانتقالي» تمكّنت هي الأخرى من الوصول، من اتجاه ثانٍ، إلى وادي ساه في وادي حضرموت.
وفي الإطار نفسه، قالت مصادر ميدانية في المحافظة إن عدداً من ألوية «قوات دفاع شبوة» الموالية للمجلس نفسه، تقدّمت في محور دوعن، بقيادة وجدي باعوم. وأتى هذا بالتوازي مع تحرّك عسكري للواء بارشيد بعشرات المدرّعات التي تمّ استقدامها من محافظة أبين في اتجاه منطقة الخشعة – وهي إحدى المناطق الاستراتيجية النفطية في وادي حضرموت -، وذلك بهدف السيطرة على حقول النفط، وإسقاط «اللواء 135» مشاة الذي يصفه «الانتقالي» بأنه إحدى الأذرع العسكرية لحزب «الإصلاح» في حضرموت.
«الانتقالي» يسعى لإنهاء آخر وجود عسكري لحكومة عدن في المحافظة النفطية
ويقول مصدر ميداني، لـ»الأخبار»، إن قوات «الانتقالي» تجاوزت منطقة الهضبة التي يوجد فيها قطاع المسيلة النفطي في وادي حضرموت، ومرّت عبر الخط الرئيسي قرب الحقول النفطية، حيث تتمركز قوات حماية حضرموت»، بقيادة رئيس «حلف قبائل حضرموت»، عمرو بن حبريش، من دون تسجيل أي صدامات. ووسط صمت وزارة الدفاع في عدن عن تطورات الوضع في حضرموت، قالت مصادر محلية في الوادي، إن قوات «المنطقة العسكرية الأولى» انسحبت من عدد كبير من مواقعها، وعادت إلى التمركز في محيط سيئون، إلا أن فصائل «الانتقالي» واصلت التقدّم إلى محيط المدينة. ووفق مصادر ميدانية، فإن طلائع قوات «الانتقالي» تمكّنت، مساء أمس، من الوصول إلى منطقة الردود في محيط سيئون، وسط تحذيرات «المنطقة العسكرية الأولى» من قصف القوات المتقدّمة، وفرضها حالة طوارئ وحظر تجوال في المدينة.
وكانت أصدرت «المنطقة العسكرية الأولى»، أمس، بياناً أكّدت فيه أنها «ستدافع عن مواقعها في حال تم الاقتراب منها»، وعَدّت ملامسة المواقع والمعسكرات التابعة لها بمثابة «خط أحمر» سيُقابَل تجاوزه بِردّ حازم وتحرّك عسكري ستصل معه إلى مقرات القوات المعادية، في إشارة إلى احتمال القيام بهجوم مضادّ. ويُعدّ سقوط آخر معاقل القوات الحكومية في وادي حضرموت سقوطاً فعلياً للمحافظة، ما يمكن أن يشير إلى اقتراب تنفيذ مخطّط الانفصال وفرض «دولة الجنوب» برعاية إماراتية.
اللافت في الأمر، أن السعودية التي دفعت، أول من أمس، بعدد من الضباط إلى «المنطقة العسكرية الأولى» في مدينة سيئون، اكتفت بدعم «قوات درع الوطن» التابعة لها الموجودة على امتداد الخط الصحراوي الرابط بين حضرموت وأراضيها، وهو ما اعتبره مراقبون تخلّياً واضحاً من قبل الرياض عن «حلف قبائل حضرموت». ويعني ذلك أن مسار الصراع في المحافظة – التي تستحوذ على ما نسبته 70% من النفط في اليمن -، يشهد تحوّلاً عنوانه تراجع دور الحلف القبلي الذي وجد نفسه وحيداً في معركة غير متكافئة، رغم تشكيله أخيراً «قوات حماية حضرموت»، في وقت يَظهر فيه أن الهدف الذي يسعى «الانتقالي» لتحقيقه، هو إسقاط «المنطقة العسكرية الأولى» التي تمثّل آخر وجود عسكري لحكومة عدن في حضرموت.
مرتبط