البابا لاوون مختتماً زيارته: الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة
وكالة ميادين المقاومة
3 أيام مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة اللبنانية, مقالات مختارة, منوّعات
تجمعت حشود من الكبار والصغار منذ ساعات الصباح الأولى في واجهة بيروت البحرية، حيث فُتحت الأبواب عند الخامسة صباحاً، واتخذ الجيش اللبناني تدابير مشددة في محيط الموقع وأغلق الطرق المؤدية اليه أمام السيارات.

أطلق البابا لاوون الرابع عشر نداء لـ«توقف الهجمات والأعمال العدائية»، مؤكداً أن « القتال المسلح لا يجلب أية فائدة. فالأسلحة تقتل، أما التفاوض والوساطة والحوار فتبني».
ووجه، في كلمة من مطار بيروت الدولي في ختام زيارته إلى لبنان اليوم، تحية إلى «جميع مناطق لبنان التي لم أتمكن من زيارتها: طرابلس والشمال، البقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصة حالة من الصراع وعدم الاستقرار. أعانق الجميع وأرسل الى الجميع أمانيَّ بالسلام».
وفي كلمة توديعية لبابا الفاتيكان من المطار، تمنى رئيس الجمهورية جوزاف عون أن يكون لبنان دائماً في صلوات الحبر الأعظم، وأن «تتضمّن عظاتكم لكلِ مؤمن ومسؤول في هذا العالم التأكيد على أن شعبنا شعب مؤمن يرفض الموت والرحيل».
ورأى البابا لاوون، في اختتام القداس الذي ترأسه عند واجهة بيروت البحرية اليوم، أن الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة من أجل تخطي الانقسامات و«عقلية الانتقام والعنف»، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم لبنان وسماع صوت الشعب الذي يطالب بالسلام.
ودعا، مسيحيي المشرق إلى التحلّي بـ«الشجاعة»، قائلاً: «يجب أن يقوم كل واحد بدوره، وعلينا جميعاً أن نوحّد جهودنا كي تستعيد هذه الأرض بهاءها».
وأكد البابا لاوون أن «ليس أمامنا إلا طريق واحد لتحقيق ذلك، أن ننزع السلاح من قلوبنا، ونسقط دروع انغلاقاتنا العرقية والسياسية، ونفتح انتماءاتنا الدينية على اللقاءات المتبادلة، ونوقظ في داخلنا حلم لبنان الموحّد، حيث ينتصر السلام والعدل، ويمكن للجميع فيه أن يعترف بعضهم ببعض إخوة وأخوات».
ولفت إلى أنه «في بعض الأحيان تحت وطأة صعوبة الحياة نميل أكثر إلى الاستسلام بدل الشكر، لذلك أدعوكم يا شعب لبنان للمحافظة دائماً على روح الامتنان»، مضيفاً: «نحن مدعوون إلى عدم اليأس».
وقال البابا لاوون إنّ «هذا الجمال يظلّل بالفقر والمعاناة وبالجراح وبالظرف السياسي الهش وغير المستقر وبالأزمة الاقتصادية وبالعنف والنزاعات».
صلاة صامتة
وقبيل ترؤسه القداس، كان الحبر الأعظم قد استهلّ اليوم الأخير من زيارته التي بدأها بعد ظهر الأحد، بتفقّد مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية في المتن الشمالي، حيث استقبله القيّمون على الدير والمرضى بالتصفيق والهتاف ونثر الورود البيضاء.
ثم توجه بابا الفاتيكان إلى موقع الانفجار في مرفأ بيروت حيث وقف في صلاة صامتة إجلالاً لأرواح شهداء الرابع من آب، وكان في استقباله رئيس الحكومة نواف سلام وعدد من المسؤولين.
بعدها، صافح البابا أفراد عائلات الضحايا، واستمع مطوّلاً إلى شهاداتهم ومعاناتهم، كما قدّم هدايا رمزية للأطفال الذين حضروا برفقة ذويهم.
150 ألف مشارك في القداس
وشارك نحو 150 ألف شخص في القداس، الذي حضره الرؤساء الثلاثة وعقيلاتهم، والذي يُعتبر الحدث الشعبي الأبرز في ختام زيارة البابا لاوون.
ونقل المكتب الإعلامي للفاتيكان عن السلطات المحلية، أن عدد المشاركين في القداس المقام في الهواء الطلق، يناهز 150 ألف شخص.
واحتشد الآلاف من الكبار والصغار منذ ساعات الصباح الأولى في واجهة بيروت البحرية، حيث فُتحت الأبواب عند الخامسة صباحاً، واتخذ الجيش اللبناني تدابير مشددة في محيط الموقع وأغلق الطرق المؤدية اليه أمام السيارات، فيما هتف المجتمعون للبابا ترحيباً ولوّحوا بأعلام لبنان والفاتيكان.
وفي اختتام القداس، شكر البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي البابا لاوون الرابع عشر على اهتمامه بالشعب ومحبته وتشجيعه للشبان.
إلى ذلك، تجمعت حشود كبيرة على طول الطريق المؤدي لمطار بيروت الدولي لتوديع الحبر الأعظم، كما أقيمت، في مبنى كبار الزوار في المطار، مراسم الوداع الرسمية لمغادرة بابا الفاتيكان والوفد المرافق مختتماً زيارة تاريخية قام بها الى لبنان واستمرت ثلاثة أيام.
وشكّل لبنان المحطة الثانية من الجولة الخارجية الأولى للبابا الأميركي، بعد زيارته تركيا حيث شدد على أهمية الحوار والوحدة بين المسيحيين.
ترحيب لبناني برسالة البابا
إلى ذلك، رأى النائب أسعد درغام في حديث لـ«الأخبار» أن زيارة البابا أعادت لبنان إلى واجهة الاهتمام الدولي واضعةً الأسس لتوحيد الجهود ومواجهة التحديات بواقعية ومسؤولية بعيداً عن الشعبوية، فيما دعا النائب طوني فرنجية إلى تغليب «المصلحة العامة فوق أي مصلحة فردية وإذا عملنا على مصالحة حقيقية وحدّدنا القضايا التي تجمعنا يمكننا تخطّي الكثير من الأزمات»، معتبراً أن «وجود البابا لاوون بيننا يشكل رسالة أمل وطمأنينة».
أما النائب فيصل كرامي فأكد لـ«الأخبار» أننا «في لبنان دائماً منفتحون على الحوار لكن المشكلة تكمن في الأطماع الخارجية والإسرائيلية».
من جهته، أمل النائب أمين شري «أن ينعكس المشهد الوطني الذي رافق زيارة البابا لاوون إيجاباً على كل اللبنانيين وأن تتحقّق فعلاً وحدة وطنية وخصوصاً في القضايا التي تحتاج إلى حوار ونقاش مثل مواجهة العدو ووقف الاعتداءات واسترجاع الأسرى وإعادة الإعمار»، في وقت شدد وزير الداخلية أحمد الحجار على العمل «بكل طاقاتنا دبلوماسياً مع الدول الصديقة لتجنيب لبنان المزيد من المخاطر وتأمين الاستقرار».
مرتبط