مخزومي… أميركا كمعبر نحو السعودية
وكالة ميادين المقاومة
أسبوعين مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة اللبنانية, مقالات مختارة, منوّعات

تشهد العاصمة الاميركية وسفارتها في بيروت، لعبة بلياردو من قبل سياسيين لبنانيين، اذ ان القصة لا تتوقف عند «اليمين المسيحي». حيث يعمل آخرون من رجالات اميركا من المسلمين على تعزيز حضورهم عند الجانب الاميركي، ليس فقط لتقوية نفوذهم، بل لأجل استثمار ذلك في العلاقة مع الدول العربية المعنية بلبنان، وخصوصا المملكة العربية السعودية.
في هذا الملعب، يتقدم النائب فؤاد مخزومي بوصفه قائد «الحركة التصحيحية» للقيادة السنية في لبنان، ويعتبر أنه يقدر على تشكيل البديل الحقيقي عن زعامة آل الحريري، وأنه أفضل من يعبر بدقة عن الموقف المشترك للولايات المتحدة الأميركية والسعودية بشأن حزب الله.
ولكن مشكلة المخزومي أنه لا يقدر من تلقاء نفسه على معالجة كل أموره، فهو مضطر إلى أن يأخذ في الحسبان أساساً ما تريده السعودية.
ذلك أن تحالفاته خارج الدائرة السنية معروفة ومحصورة. وعليه الاختيار بشكل حاسم في المرحلة المقبلة بين أن يكون إلى جانب سمير جعجع فيضع نفسه في مواجهة الرئيس جوزيف عون والصحناوي وفريق كبير من المستقلين المسيحيين، وبين أن يكون محايداً ومركزاً على سبل إقناع السعودية بأن يُترَك له أمر إدارة اللوائح في بيروت أقلها، على أن يقود تحالفات مع شخصيات سنية في بقية لبنان.
“تدور مواجهة كبيرة في الشارع السني، وبينما تريد السعودية إخضاع كل السياسيين السنّة لإرادتها، فإن أبرز الطامحين، مثل فؤاد المخزومي، يطلب مساعدة واشنطن من أجل اعتماده رئيساً لكتلة نيابية ثم رئيساً للوزراء بعد الانتخابات”
الرجل الذي تربطه علاقات كثيرة، من دون تحديد مدى فعاليتها، في الغرب، يهتم هذه الفترة بأن يكون هو الرجل الذي يستضيف اللقاءات المفتوحة التي تعقدها الوفود الأميركية التي تزور لبنان.
وهو حظي بمساعدة كبيرة من السفارة الأميركية في بيروت، وكذلك من السفارة البريطانية، وصار كل من يزور لبنان يعرف أنه يوجد في جدول أعماله لقاء موسع مع سياسيين من خصوم حزب الله يمكن جمعهم، مع آخرين (مستقلين) في منزل المخزومي المضياف بحسب إحداهن.
وهدف المخزومي ليس الحصول على دعم أميركي ليكون هو رئيس الحكومة المقبل في لبنان، بل في منع أي عائق يمكن أن يظهر من جانب السعودية.
ذلك أنه يفترض أنه تناهت إلى مسامع الرجل تعليقات ملك الوصاية السعودية يزيد بن فرحان، الذي يشبه إلى حد بعيد المسؤول السوري الراحل رستم غزالة في تقييمه للقيادات اللبنانية وطريقة التعامل معها. وطبعاً إن المخزومي لا يترك لأحد أن «يعلّم» عليه، فهو مستعد للإنفاق في الإعلام والعلاقات ودعم مراكز الأبحاث في أميركا نفسها، كذلك في توسيع دائرة مساعداته الاجتماعية في بيروت، ولكنه يفعل ذلك ضمن خطة تناسب طموحه.
مرتبط