المشروع السوداني في السودان – الحلقة الخامسة
وكالة ميادين المقاومة
4 أسابيع مضت
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, النشرة اللبنانية, خاص مـيـاديـن الـمـقـاومـة, مقالات مختارة, منوّعات

رئـاسـة الـتـحـريـر – مـيـاديـن الـمـقـاومـة
رأى ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، ومهندس العقيدة الأمنية للكيان، أن مصلحة كيانهم الإستراتيجية العُليا تفرض التسلّل عبر الشقوق داخل البحر العربي المحيط به. وأنّ الشقوق متوفّرة عبر الأقليّات حيث المصالح المشتركة معهم. و أول الإتصالات كانت مع البطريركية المارونية في لبنان عام 1932 “كانت منصّة ميادين المقاومة قد أفادتكم بوثائقي عن علاقة البطريكية المارونية بالماسونية الصهيونية العالمية”، وأفضت العلاقة إلى عقد إتفاقية سريّة بين الطرفين عام 1946. ثم مع حزب الأمّة السوداني عام 1954، والعلاقة مع أكراد شمال العراق، حيث زار الزعيم الكردي العراقي مصطفى البرزاني الكيان عام 1965، واجتمع بـ بن غوريون طالباً التعاون والدعم ، وفعلاً بدأ الدعم يصل الى شمال العراق وساهمت فيه المملكة السعودية.
لكن بدايةً كان التركيز الرئيسي على السودان، الحديقة الخلفية لمصر.. وهو البلد الأكبر مساحة في كل أفريقيا والعالم العربي، بحيث تصل هذه المساحة إلى أكثر من مليوني كلم مربع، ثم أن النقطة المهمة الثانية تتعلّق بحدود السودان مع 10 دول افريقية وعربية مهمة، وهو بالتالي دولة مفترق طرق، وثالثاً تمتُّعه بالثروة المعدنية و الحيوانية وهي الأكبر. ورابعاً أنه يقع على حدود مصر، وبالتالي سهولة إشغال مصر عبر السودان..
منذ العام 1956 بدأ الكيان الصهيوني بتشجيع حركة “آنيا” جنوب السودان لقتال الجيش السوداني حتى العام 1972، وبعد ظهور الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب بقيادة جون غارانغ، قدّم الكيان الصهيوني دعماً كبيراً بالسلاح والمستشارين. ثم منذ العام 2003 لاقت حركة جنوب السودان التي يدعمها الكيان الصهيوني تشجيعاً ساهم في إمتداد التمرُّد إلى غرب دارفور. وكما شجّع ودعم على إنفصال الجنوب وإعلانه دولة مستقلّة، سيُشجِّع دارفور على الإنفصال أيضاً..
كان بن غوريون يرى أنّ إزالة الخطر على إستمرار بقاء الكيان الصهيوني وإمكانية تحقيق أهدافه الكبرى، مرتبط بنجاحه في تفكيك وتفتيت الدول العربية على أسُس دينية وطائفية، وإستطراداً تدمير ثلاثة جيوش (الجيش المصري والجيش العراقي والجيش السوري). وها نحن اليوم نرى ما حلّ بالدول العربية وما حلّ بالجيوش الثلاثة. و ما يجري قي السودان هو في إطار إستراتيجة التفكيك والتفتيت. ولن يتوقّف الوضع السواداني عند غرب دارفو بل سيمتد إلى المنطقة الشرقية للسودان، وبعدها سيمتد التفكيك والتفتيت و ولادة الكيانات الهجينة الى صحراء النوبة جنوب مصر و منها تكون بداية تفكيك مصر!
« يــتــبــع»
مرتبط