المشروع الماسوني في السودان – الحلقة الثالثة
وكالة ميادين المقاومة
نوفمبر 3, 2025
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, النشرة اللبنانية, خاص مـيـاديـن الـمـقـاومـة, مقالات مختارة, منوّعات

مـيـاديـن الـمـقـاومـة – رئـاسـة الـتـحـريـر
خلال الأيام الأولى للصراع في السودان، كان لافتًا ما عمدت إليه قوّات الدعم السريع من عمليات تخريبية. إذ قامت بالسيطرة على مقر وزارة الداخلية وتدمير السجل المدني، كما عمدت إلى إحراق دار الوثائق القومية التي تعتبر الذاكرة التاريخية للسودان، وتدمير سجلات الأراضي والعقارات، كما أرشيف السلطة القضائية وسجلاّتها ومتحفها. بالإضافة إلى تدمير ثمان متاحف قومية تحتوي على آثار السودان، وعندما سئل المخربون عن سبب التدمير قالوا بكل بساطة لأنها لا تعبّر عنهم. ولدى التأمل بتاريخ الإستيطان والتوطين في السودان والذي جرى خلال الفترة الانتقالية و ازداد منذ عام 2019، نرى أوجه الشبه الكبير مع المشروع الصهيوني في فلسطين.
توفُّر العامل الديموغرافي يشكِّل حجر الزاوية في مشروع صناعة سودان جديد يتعارض مع تاريخه السياسي والثقافي والاجتماعي والتاريخي والحضاري. لهذا تمّت عمليات تهجير مدروسة من عربان الشتات من مجتمعات دول الساحل والصحراء الأفريقية بعد هجرتهم إليها منذ القرن الخامس عشر الميلادي، واليوم لا يجمعهم مع العرب سوى اللغة، فيجهلون قضايا العرب والصراع مع الكيان الصهيوني ويجهلون أن هناك قضية إسمها فلسطين، وهذا هو ما يخدم المشروع. فتم تهجيرهم من تشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى وليبيا، ومن بقية دول الساحل الأفريقي إلى السودان، وقد وفرت أبو ظبي المال اللاّزم لعمليات التهجير والإستيطان داخل السودان. وفي السنوات الأربع الماضية، تمّ توطين بضعة ملايين من المهاجرين من أعراب الشتات في السودان أو “أرض الميعاد الجديدة”، في دارفور وفي وسط وشمال السودان، وعلى امتداد نهر النيل. وذُكر أن مليوناً ومئة ألف من هؤلاء المهجرين استخرجت لهم قوات الدعم السريع أرقامًاً وطنية وجوازات سودانية من مركزَين أسّستهما لهذا الغرض، أحدهما في جنوب ليبيا، والآخر في دولة مالي.
ما قامت به الحركة الصهيونية في فلسطين في تأسيس “دولة” الكيان، يُشابه ما تقوم به قوّات الدعم السريع، بل تضطلع بالدور ذاته الذي قامت به العصابات الصهيونية، إذ قامت بدور عسكري مشابه للدور العسكري للعصابات وكررت الدور نفسه الذي قامت به في عمليات تهجير الفلسطينيين، وفي عمليات التطهير العرقي، وفي عمليات الإستيطان، وفي إنشاء المستوطنات.
يحظى السودان بأهمية كبيرة في منظومة التفكير والعقائد الصهيونية، ويُعَد الكتاب المُقدَّس أهم مصدر لهذا الاهتمام، فقد ورد إسم السودان فيه 55 مرة (ذكرنا في الحلقة السابقة). وقد شاعـت أنباء عن عمليات قطع طالت جبلاً هناك منذ حقبة حكم الرئيس جعفر نميري، واستمرّت حتى بداية الألفية الجديدة، وتم تصدير حجارته إلى دولة أوروبية. ومن تلك الحجارة تم قطع وتجهيز مكوّنات هيكل سليمان البديل، وتم ترحيل هذه القطع إلى داخل فلسطين لأن الأحكام التي استنبطها الحاخامات تقتضي بناء الهيكل من حجارة مباركة وفق الأحكام التوراتية.
« يــتــبــع »
مرتبط