غضب في الشارع ضدّ الإمارات: «الدعم السريع» تفتك بالمدنيين
وكالة ميادين المقاومة
أكتوبر 31, 2025
أخبار هامّة, الرئيسية, النشرة الدولية, مقالات مختارة
تستمرّ جرائم «الدعم السريع» ضدّ المدنيين في الفاشر، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي في السودان ضدّ الإمارات بسبب دعمها للميليشيا.
أحدثت جرائم «الدعم السريع» ردود فعلٍ حادّة على المستويَين الداخلي والخارجي!
في تفاخر فاضح وانتهاك صارخ للقانون الدُّولي الإنساني، وثّق جنود من قوات «الدعم السريع»، بعدسات هواتفهم المحمولة، عمليات القتل الممنهجة ضدّ المدنيين العزّل، في مدينة الفاشر غرب السودان. وتأتي هذه الجرائم في وقت تتمّ فيه تصفية مَن يحاول الفرار من المدينة فوراً، من دون تمييز بين رجل وامرأة، أو بين طفل وشاب. أمّا كبار السنّ والعجزة الذين لم يتمكّنوا من الفرار، فكان مصيرهم القتل أيضاً، فيما لم يَسلم من هذه الجرائم حتى المرضى ومرافقوهم داخل مستشفى «الأمومة السعودي»، وهو المستشفى الوحيد الذي ظلّ يعمل من أصل 35 مستشفى، خرجت عن الخدمة نتيجة الحصار الذي تفرضه «قوات الدعم» منذ 16 شهراً.
وبحسب المدير العام لـ«منظمة الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم، فقد قُتل أكثر من 460 شخصاً، في أحد مستشفيات الفاشر، التي استولت عليها «الدعم»، مطلع الأسبوع الحالي، حيث جرت «تصفية الجميع»، بمن فيهم المرضى والمرافقون. أمّا اللجنة التمهيدية لـ«نقابة أطباء السودان» – وهي جهة غير حكومية – فأصدرت بياناً اتّهمت فيه ميليشيا «الدعم»، بـ«ارتكاب مجزرة مروّعة، ضدّ مواطنين عزّل على أساس إثني في جريمة تطهير عرقي».
وأشار البيان، إلى مقتل نحو 2000 مدني، في أثناء الساعات الأولى من دخول «قوات الدعم» إلى المدينة، حيث أُحرِق بعضهم أحياء، فيما يُقدّر أنّ 177 ألف مدني، لا يزالون محاصرين، تعرّض كثير منهم إلى عمليات قتل جماعية، أو أُحرِقوا داخل سياراتهم، في ما وصفه مراقبون بأنه تصفيات عرقية تهدف إلى إحداث تغيير في ديموغرافية الأرض.
وأحدثت جرائم «الدعم السريع»، بحقّ المدنيين العزّل، ردود فعلٍ حادّة وواسعة النطاق على المستويَين الداخلي والخارجي. داخلياً، وعلى عكس ما كانت تتوقّعه «الدعم السريع» وداعموها، أعلنت معظم ولايات السودان، حال التعبئة العامة وفتح معسكرات التجنيد للراغبين في الالتحاق بها، فيما أعلنت «القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلّح»، حال «الاستنفار العام»، داعيةً كل شاب قادر على حمل السلاح إلى «الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه»، عبر الانضمام الفوري إلى جبهات القتال لدعم جهود تأمين المواطنين. كما أعلنت «المقاومة الشعبية»، في القطاع الشرقي لولاية شمال دارفور، حال التعبئة العامّة والاستنفار القصوى والانضمام العاجل إلى معسكرات التجمّع المحدّدة.
ويرى محلّلون، أنّ دوافع «الدعم السريع» من وراء هذه الجرائم، تتمثّل في ترهيب المناطق الأخرى بمصير مماثل في حال استمرار الحرب، وإرسال رسالة بأنّ الجيش عاجز عن حماية أهالي تلك المناطق، وكلّ ذلك بهدف الضغط على الحكومة، للقبول بالجلوس إلى طاولة التفاوض بشروط «الدعم». إلا أنّ النتيجة جاءت عكسية؛ إذ اندلعت تظاهرات عفوية في ولايات كسلا والشمالية والقضارف والجزيرة ونهر النيل، تضامناً مع أهالي الفاشر، واستنكاراً لجرائم «الدعم السريع»، ودعماً للجيش.
كذلك، نظّمت «تنسيقية لجان المقاومة»، في أم درمان، وقفة حداد على أرواح ضحايا الفاشر، من المدنيين والعسكريين. وبالتوازي، كثّف ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، حملاتهم لنشر الفظائع الموثّقة، وندّدوا بالدعم الكبير الذي تقدّمه الإمارات لـ«قوات الدعم»، مؤكّدين أنّ «الإمارات هي التي تقتل السودانيين». ويأتي هذا فيما لا يعوّل السودانيون كثيراً على «المجتمع الدُّولي»، الذي اكتفى على مدى سنتين، بمراقبة انتهاكات «الدعم» في الجزيرة والجنينة، من دون أن يحرّك ساكناً.
وإزاء هذا المشهد، يقول مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية، في حديث إلى «الأخبار»، إنّ «الدعم السريع ارتكبت منذ بداية الحرب إعدامات عشوائية، وعندما أدركت خسارتها الميدانية لجأت إلى جرائم الإبادة الجماعية». ويضيف أنّ «الممارسات الإجرامية من قِبل الدعم السريع، كانت حاضرة طوال مدّة الحرب، لكنّ حلفاءها في الخارج كانوا يهيمنون على وسائل الإعلام، فيما سخّرت الإمارات إمكاناتها الضخمة لإدارة حملة إعلامية لصالح الميليشيا»، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أنّ «المصالح المشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، جعلت الإدانات خجولة، إن وُجدت، الأمر الذي جعل التفاعل ضعيفاً مع حرب السودان».
وتابع المصدر: «منذ بداية الحرب، أدّت الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل، دوراً محورياً في التغطية على جرائم الدعم السريع، لكن مع فظائع الفاشر، لن تتمكّن هذه الدول من السيطرة على الحملة الإعلامية العالمية ولا على الرأي العام الدُّولي».
وفي جلسة عقدها، أمس، دان مجلس الأمن «هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر، وأثره المدمّر على السكان المدنيين»، وعبّر عن «بالغ القلق إزاء تصاعد العنف»، محذّراً من «تزايد خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، منها فظائع بدوافع عرقية»، من دون تصنيف «الدعم» كمنظمة إرهابية، داعياً إلى «محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات في السودان».
مرتبط